الحمد لله….(صوتك واصل)
رحـــمة بنت ناصر بن سعود الشرجية
مهتمة بشؤون الطفل
عضوة في لجنة متابعة وتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل
عضوة في الفريق الاستراتيجي التواصل من أجل تغيير السلوك باليونسيف rahma.alsharji86@gmail.com
الحمدلله أولاً وآخراً، دائمًا وأبداً، من قبل ومن بعد على نعمة الإسلام، وعلى نعمة بلادنا الحبيبة سلطنة عُمان. سأتطرق هنا إلى الحديث قليلاً عن أطفالنا (كونهم محظوظين) من سلطنة عمان، ليس تميزاً ولا تحيزاً ولا عنصرية، ولكننا في الحقيقة لنا قولٌ، وفي الواقع لنا تاريخٌ ورمزٌ وثباتٌ.
وما يميز سلطنة عمان عن باقي الدول بالهــــوية العمانية الخاصة في البنية الاجتماعية، والتماسك الأسري والتمسك بالأخلاق الحميدة، وصلة الرحم مع تقبل الثقافات الأخرى، وتقبّل الاختلافات مع الآخرين؛ كاختلاف العادات والمعتقدات الدينية، واللون والجنس وغيرها الكثير من الاختلافات التي يمكن أن يواجهها الفرد في المجتمع، والتعامل مع من يختلفون عنهم باحترام ومودة وعطف، مما له أثر ووقع على سلوك الطـــــــــــفل العمــاني، حيث بصلاح الأسرة واستقامة أفرادها يصلح المجتمع الإسلامي ككل في دنياه وفى أُخراه.
ولكي نصل إلى هذا الإصلاح والنجاح داخل الأسرة لا بد لنا من منهج قويم وتخطيط سليم وقدوة حسنة، ونموذج أخلاقي نهتدي بهديه ونتبع منهجه. ورسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهديه هو طوق النجاة في هذه الدنيا لكل أسرة مسلمة، وكيف لا وهو القائل: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً “كتاب الله وسنتي”.
وهناك العديد من الأسئلة التي تطرح دائما في التجمعات والمناقشات العائلية أو عند الحوارات المتعلقة عن الطفل منها: من هو الطفل؟ وما حقوقه؟ وما هو مفهوم حماية الطفل ومن المسؤول عن حمايته؟ وما أنواع العنف والإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال؟
وســيتم الإجابة عنها بشكل أفضل وبلغة سلسة لكل الفئــات العمرية في المجتمع من خلال حــملة (صوتك واصل)، وذلك من خلال الدور الذي يقوم به الإعلام العماني في التعريف بالجهود الوطنية لمختلف مؤسسات الدولة، عملت الوزارة بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية على التعريف بجهودها في الاهتمام بفئة الأطفال، والإنجازات التي حققتها بالنهوض بها ورعاية حقوقها ومصالحها، التي توجت بصدور قانون حقوق الطفل عام 2004م، ولائحته التنفيذية عام 2019م. وقد أشادت منظمة اليونيسيف في أكثر من مناسبة بجهود السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية في ضمان حقوق الطفل في سلطنة عُمان، واعتبرتها في طليعة الدول التي تلتزم بحصول أطفالها على التعليم والرعاية الصحية والحماية المناسبة.
سأكتب هنا ما يجول في خاطري وكما هو معروف عني بأنني محامية دفاع عن وطني؛ لأني أحب وطني بكل ما يحمل كلمة وطن من معنى عميق أصيل، كما يقول المثل العٌماني”في كل حلة فيها علة” فلماذا فقط نتربص على السلبيات والأخطاء والنقد الهدام؟ والتعدي على المسئولين بالسخريَّة أو القذف أو اللعن؟ وإظهار عيب الآخرين للنيل منهم، وتشويه سمعتهم، والطعن في نياتهم من غير حجة ولا برهان مذموم ومنهيٌّ عنه في ديننا. لا مانع من النقد، ولكن النقد البناء الهادف الذي لا يُسيء أو يهضم حقوق وجهود معنيين في الجهات المعنية بحقوق الطفل، منذ زمن طويل تعمل وتسعى وتشقى وتتكاتف من أجل سلامة أطفالنا مما يدور في عالمنا الحالي..لا للتشاؤم ولا للنقد الهدام، وإنما نتقبل النقد البناء….كلنا مع حملة (صوتك واصل).
دمتم برحمة من رب العالمين.