الباحثة الإعلامية
نانسي نبيل فودة
الشجاعة التي نتحدث عنها هي الشجاعة لمواجهة المواقف الصعبة والمفاجئة والمخاطر والظلم والقهر سواء حدثت لنا أو لغيرنا، فهنا يكمن الدور الذي نقوم به من ردود أفعال مباشرة سواء للدفاع عن أنفسنا، أو أن نضع أنفسنا في مكان غيرنا للقيام بالمساعدة ورد السوء عنهم.
فالشجاعة من أعظم وأروع وأنبل صفات الإنسانية، فهي تستخدم لرد الحقوق إلى أصحابها والدفاع عن القضية التي نثق فيها تمام الثقه أننا على حق، ويشترط في ذلك أيضًا أن يكون أمام أعيننا ما نتفانى فيه ونواجهه لرد أي نوع من أنواع الظلم والقهر.
فالشجاعة طريقٌ لإبراز الإنسان وتمييزه عن غيره حتى يأخذه الغير قدوة ومثل أعلى يتصف فيها بصفة الشجاعة والسعي الدائم لإظهار الحق ودفع الظلم فهذا يصنع له كيانًا، ويعدُّه الجميع رمزًا للبطولة، لكن يجب أن تكون شجاعةً مدروسة وليست عشوائية، فمن الإلزام أن تكون مرتبطة بالذكاء والحذر وحُسن اقتناص الفرص، وأن تكون في مكانها المناسب، وليس شرطًا أن تكون الشجاعة مقترنة بالأفعال دائمًا، فهناك شجاعة الأقوال، مثل قول كلمة الحق في وجه الجميع، والشجاعة في الاعتذار للآخرين عند اكتشاف الخطأ، وشجاعة اتخاذ القرارات، وهي من أهمّ أنواعها؛ لأنه يضع نفسه في فترة زمنية مستقبلية وما سيترتب على هذه الشجاعة من نتائج، مستعينا في هذه القرارات ثقته في الله أولًا ثم حسن اختياره لمثل هذا القرار.
فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالشجاعة صفة تغير حياة الإنسان إلى الأفضل، وتحقق له السعادة والهدوء لأنه شعر بإطمئنان ورضًا داخلي أنه تفاني ولم يخاف في دفع أذية أو ظلم عن نفسه أو غيره، أو طالب بحق ضائع.
علموا أولادكم الشجاعة وتفانوا في تربياتهم وقدموا إليهم النصيحة الدائمة فهذا يحفظ كرامتهم، وأن يقولوا الحق ولا يخشوا شيئًا فهم فرسان الحياة، فهي أدوار متبادلة تمر عليهم بمواقفها؛ فكن على حرص فإن انتصر الباطل في أحد الجولات، فقد هزموا للأبد.
