2024
Adsense
قصص وروايات

أي صمت تركت لي؟!

شريفة بنت راشد القطيطية

جئتك ضيفًا خفيفًا وليتك استقبلت الضيف.. جئت بكل أشواقي لتوقد نارًا تحت سمائي وشوقًا آخر بين عيوني وآخر بين ضلوعي.. جئت وكل هداياي نبض ووله وجنون الكون.. جئت ومعالمي طفرة تجددت بتكوينك.. وعطائي احتمالًا راقيًا بشمولك.. أحدثت جمالًا لكل عمقك، وسرب طويل من التمرد، وعاقبتك بالسمو ولم أجد منك امتثالًا ولم أجد القبول.. أتيت إليك عاشقًا ولا أدري كيف جئت، ولكني أتيت بكل أهوالي وعواصفي وخلودي ووجودي وعذابي وسعادتي.. جئت وملأت لك الطريق عوالق أنفاسي وعظيم ألقي وجددت التحايا والسلام.. جئت بكل شوقي وجنونك وأحلامي وجمودك ولكني لم أصل إليك.. جئت بشرقي وغربي وشمالي وجنوبي ولكنك أبيت.. لعلي أخطأت المضيف ولأعد لأدراج خيالاتي فلم أكن ذلك الضيف المنتظر.

يأتي طيفك كمزار الصالحين يقصده الملايين وهو يقصدني كل ليلة.. يأتي ومعه كل تفاصيلك وكل متاهاتي وأهرب منه، وتسوقني الذكريات إلى حيث بقائك.. إلى حيث تركت أجزائي معك.. إلى حيث بكائي وحنيني.. أحتضن كل ما يهمني ويخصك لدي.. وأتراجع وأمسح دمعي ولكنه يأبى الرحيل.. ينظر إلي بعين ترجي ويأخذني إليك ويوثق أيدينا ويجبرك تقبل رأسي بكل إحترام وتعتذر.. إنه الطيف لديه كميه حلم وكمية سلام..

الليل يأخذ كل أحداثي ويرميني في عطرك واشتياقك ويخنق روحي بنبضات خرساء شديدة التعمق ولا أجد إلا طيفك يبكي معي.

الاعتراف بالذنب يأتي على هيئة ملام.. وتجبرني أن أشعر بالذنب وتأخذ ذنبك وتغسله في طهر قلبي.. تجمع كل بساتين الوله التي سقيتها من حبي لك وتوزعها على النساء.. وترفضني لأن ليس لدي بستان لتلعب فيه.. وليس لدي حق بطهري ونقائي، وأنك جئت بالحق لك وليس لي حق بقلبك وحياتك.. أي خبث فيك قل لي.. أي جرم وأي ذنب اقترفته لتذبل حدائقي وترج سمائي وتعطل ليلي وتهدم صباحات أيامي.. الآن أي صمت تركت لي وأي إختبار؟!

لعلك تأتي وتأخذ بقاياك عندي وأطمسها في بقايا النساء لديك. يكمن حبي في بقائك حرًا.. ولا يشمل إجبارك علي أي توقيع ولن أطلب منك التقدم ولن أطلب التراخي.. الحياة أجزاء من الثانية تنتهي في لمح بصر.. والإشتياق يعلمني الصبر.. ليأتي طيفك زائرًا لن أمنعه فهو عزائي الوحيد.. ولن يتكرر الخطأ.

الحب هبة ورزق يأتي ليغسل حياتك من كآبة وغصة، ويطهر الله به القلب من عنفوان الزمن وإرادة التخلي عن الذات.. يأتي على هيئة إشعار بنبض قادم عاصف عاصم للنفس.. ويترامى كيف يريد القلب والقبول حظ من الطرف الثاني.. يبقى حبي لك طاهرًا متوازنًا محتلًا جميلا.. يقاسمك الشعور بلذة العشق وطعم الرعشة والوله وفزة الأشواق حين تغيب.. تبقى هذه الأشياء جديدة على النفس وتلقيها عذب وممتع وآهاتها ولوعتها ومرارها يعمق الإحساس بالشغف بك.. وتمنيك لشيء صعب وتحدي لكسبه.. تبقى أنت الوحيد الذي كسب الرهان وإحتل الروح والقلب معا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights