“المرأة، اليد اليمنى”
سليمان بن حمد العامري
ما خلق الله سبحانه وتعالى، شيئاً في هذه الأرض عبثاً، وخلق من كل شيء زوجين، ومنهما الإنسان الذي ينقسم منه الرجل والمرأة، فلا يستطيع الرجل العيش بدون امرأة يسكن إليها، ولا تستطيع المرأة العيش كذلك بدون الرجل، وإنما هذه حكمة الله جلّ في علاه.
ولهذا فإن المرأة تُعتبر شقيقة الرجل في كل الأمور التي مكنها الله لها فيها وشرعه عليها.
فعند بزوغ الإسلام وانتشاره أكرم الله النساء وجعل لهنّ حقوقاً وواجبات، وقد أوصى الرسول الكريم ﷺ فقال:
«استَوْصُوا بالنساء خيرًا؛ فإن المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإن أعوَجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهَبتَ تُقيمُه كسَرتَه، وإنْ ترَكتَه لم يزَلْ أعوَجَ، فاستَوصوا بالنساء» متفق عليه.
وينبغي ألّا يمنع من ذلك كونها قد تسيء في بعض الأحيان إلى زوجها وأقاربها بلسانها أو فعلها لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي ﷺ.
ومن هذا المنطلق أصبحت المرأة وما تزال، تلعب دوراً كبيراً في المجتمع الإسلامي أو الغربي، وكم من المنجزات التي أنجزتها شقائق الرجال؟ ومنهن من أصبحت عالمة في الشريعة الإسلامية ولها من العطاء ما يشهد لها، فلا ننسى الفضل عندما تكون هي ملكة العائلة ونقصد بهذا بأنها تلعب دوراً كبيراً في الأسرة الزوجية، ومن المشاركات العظيمة التي برز فيها اسمها في تعليم الأجيال سواء كان هذا التعليم لأبنائها في منزلها أو تعليم الأطفال أو الشباب في المدارس المعروفة اليوم، منها الحكومية والخاصة، وأيضاً لا يخفى علينا جميعاً والكل يشهد بهذا الوفاء في مجال الخدمات الطبية عندما تكون طبيبة أو ممرضة، وأصبحت تنافس الرجل في جميع المجالات.
ولا يسعني الوقت لذكر جميع المجالات بما قُدم من النساء من تفانٍ طوال الفترة الماضية وفي الوقت الحاضر، مما يبرهن على ما وصلن إليه من كفاءة واحتراف.
ولهذا أنهي بأقوال تتردد دائماً على لسان الرجال عن المرأة العظيمة.
“الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ”
– *حافظ إبراهيم*-
وأختم المقالة بقول سيد الأنام حبيب الرحمن، عندما قال: أمك ثم أمك ثم أمك.
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك)) (متفق عليه).