الموسم السياحي في ظفار؛ الواقع والمأمول
خميس بن محسن البادي
كم هي غنية محافظة ظفار عن التعريف، فهي ذلكم الجزء الجنوبي من بلادنا العزيزة سلطنة عُمان، ولكن تقديماً لما نحن بصدده عبر هذا السياق نذكّر بأنها تلكم المحافظة المتميزة بموقعها الجغرافي، وبسكانها الأفذاذ أصحاب الشهامة والمروءة الكرام، ومناخها المعتدل على مدار العام، وتفردها بقدرة القادر بموسمها السياحي الشهير بانتظام- هبوب الرياح الموسمية المحملة بالرذاذ، والأمطار اللطيفة الناعمة الخفيفة- والمعروف محلياً بــ(الخريف) وهو المصطلح الشائع والمتداول عامةً، وأن الواقع المــُعاش راهناً وفي كل موسم خلال فترة الخريف هو ما نراه من شد الرحال تلقاء المحافظة من الداخل والخارج بغرض الاستمتاع بالمناخ والمناظر الطبيعية الجاذبة، والتي يقضي السائح فترة تواجده فيها بين أحضان الطبيعة نهاراً، وفي مراكز التسوق ومواقع الترفيه ليلاً، مع جوانب خجولة جداً من الفعاليات المفيدة والمصاحبة للموسم، ولا شك أن السياحة عموماً وتعد أمراً إيجابياً، بل وتتنافس عليها أغلب دول العالم لجذب السائح إليها لما تمثله من مردود اقتصادي على البلد، كما أنها نشاط تشغيلي للمرافق والخدمات السياحية وقطاع النقل، ولذلك ولأجل تفعيل الدور الحيوي لبعض الجهات وإبراز جهودها والتعريف بأعمالها التي تبذل في سبيل الارتقاء بمهامها الوطنية المناطة بها، وبغية تقديم كل ما هو مفيد للفرد والمجتمع عموماً بين مواطن وسائح ومقيم، فإن المأمول من هذه الجهات في قادم الأعوام هو استغلال فترة هذا الموسم في عموم المحافظة، من خلال اتباع السياحة الغير مباشرة والمقرونة بورش العمل والندوات والفعاليات المرافقة – إن جاز الوصف- سواء من الداخل أو الخارج أو كلاهما معاً، وبشكل سنوي مع مراعاة التجديد والتغيير اللازمين في كل عام بما يتفق والأهداف المنشودة، وذلك بإقامة مختلف الفعاليات المثرية والمتمثلة بمؤسسات القطاع العام والخاص والجمعيات المختصة لاسيما الجهات ذات الحراك الرياضي والثقافي والتجاري والجهات الخدمية والمؤثرة مجتمعياً والتي من بينها ما يلي:-
١- وزارة الثقافة والرياضة والشباب: تنظيم المناشط الرياضية والثقافية بأنواعها، ومع الأخذ بالتوسع في المجال الذي يقام حالياً إن وجد قد يكون ملائماً أن ينبثق عن ذلك دوري لكرة القدم بمسمى (دوري خريف ظفار) على غرار دوري عمانتل يتوج فيه الفائز مع انتهاء فترة الموسم، وحبذا لو كان ذلك على المستوى العربي.
٢- شرطة عمان السلطانية: محاضرات وندوات توعوية في مجالات مكافحة المخدرات ومخاطرها ومكافحة الجريمة والوقاية منها، بما فيها الجرائم الإلكترونية واسعة الانتشار على المستوى العالمي وحوادث السير، والكوارث المختلفة وخطورتها على الفرد والممتلكات وطرق تجنبها وتوخي خطورتها.
٣- وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: محاضرات وندوات توعوية في جوانب الإلحاد، وما يخالف الفطرة السليمة(الشذوذ)، وتحبيب الناشئة في الدين الاسلامي والتماسك الأسري، وغيرها من المحاضرات الدينية ذات الصلة بما فيها الولاء للوطن وأهمية الانتماء إليه وعدم الإضرار بمنجزاته ومكتسباته وأمنه.
٤- وزارة التراث والسياحة: لإبراز منجزاتها والإفصاح عن خططها المستقبلية، وإقامة معرض مصاحب في مجالها التراثي والسياحي.
٥-وزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه بالتعاون مع الجمعية العمانية للمزارعين: فيما يخص الزراعة والتشجيع عليها وطرق حمايتها من الآفات والمحافظة على الصيد البحري وطرق الاستزراع السمكي وإكثار الثروة الحيوانية، مع أهمية انتقاء السلالات الأصيلة والمحافظة عليها والحفاظ على الثروة المائية وطرق التسهيلات المقدمة للتشجيع على الزراعات الحقلية كزيادة في المنتوج الغذائي الآمن والصحي.
٦- بلدية ظفار وهيئة البيئة: حول المحافظة على النظافة العامة وتجنب تدمير المسطحات الخضراء في الريف الظفاري، مع بيان العقوبات التي ستتخذ ضد المخالف والخطط المستقبلية في المحافظة في الجوانب البلدية والبيئية.
٧- جمعية المحامين العمانية بالتنسيق مع أمانة المجلس الأعلى للقضاء: حول القوانين السارية في البلاد والمواد القانونية المجرمة للأفعال المخالفة والعقوبة عن كل فعل والعوائق المستقبلية اجتماعياً للمخالف كالتوظيف والزواج وصعوبة الاندماج المجتمعي.
٨- وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالتنسيق مع غرفة تجارة وصناعة عمان: حول كل ما هو متعلق بجوانب التجارة والصناعة والاقتصاد وجذب الاستثمار، وإقامة المشاريع المختلفة وشرح عن التسهيلات المقدمة والتشجيع على الدخول في مجال العمل والتجارة.
٩- شركات القطاع الخاص بمختلف درجاتها وتخصصها التجاري: لعرض منتجاتها للترويج لها وإعطاء فكرة تشجيعية للإنخراط في مزاولة العمل الحر وطرق التشغيل والانتاج والعائد المادي وطرق الاستفادة منه وتوفير بعض الفوائض المالية للطوارئ التي قد تطرأ على المؤسسة.
١٠- الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء: حول التشجيع على القراءة وكتابة القصص القصيرة والروايات والكتب ذات الصلة، وعمل البحوث التي تفيد الكاتب فكرياً في حياته سواء المهنية أو الأدبية ويستفيد منها في الوقت ذاته المجتمع وطلاب العلم، وتقديم الجمعية التسهيلات اللازمة والداعمة وتبنيها الإصدارات الأدبية لاسيما الجيدة والمفيدة منها تشجيعاً للكتّاب دون استثناء، والعمل على التوسع في مجال إقامة معرض الكتاب بالتنسيق مع الجهات المختصة وزيادة مدة فعاليته بما لا يقل عن شهر.
١١- فتح المجال أمام الجامعات والكليات والمعاهد والمؤسسات الخاصة والأفراد بالمشاركة بأوراق عمل في الفعاليات للتعريف بأعمالهم والغرض منها والترويج لمجالاتهم لمن يرغب بالانضمام إليهم سواء للدراسة أو العمل أو الاستفادة من خدماتهم التجارية أو العلمية.
١٢- دعوة الأسر المنتجة على هامش الفعاليات خلال فترة الموسم للمشاركة وبتمكينهم من عرض منتجاتهم تسويقاً وترويجاً لمنتجهم دعماً وتشجيعاً لهم ولغرض استفادتهم مالياً من ذلك، وكذلك مشاركة جمعيات المرأة العمانية لتقديم ما لدى هذه الجمعيات أيضاً من منتوجات استهلاكية مختلفة ولإبراز الدور الريادي لها في المجتمع كجمعيات مدنية اجتماعية.
ولعله من المناسب مشاركة شركات ومؤسسات القطاع الخاص الدور الحكومي في دعم إقامة الفعاليات بالتنسيق مع الجهات المختصة في المحافظة التي في مقدمتها مكتب معالي سمو الوزير المحافظ وبلدية ظفار، كما أنه إضافة إلى جانب حضور علـيّة القوم لكافة الفعاليات ضرورة بل ومن الأهمية بمكان حضور أكبر عدد من شرائح المجتمع لاسيما أولياء الأمور والفئات الأكثر عرضة للانحراف السلوكي؛ وذلك بغرض توعيتهم واستفادتهم من البرامج المطروحة بغية مساعدتهم وتوعيتهم بالأخطار المحدقة بهم وتجنيبهم قدر المستطاع كل ما من شأنه أن يساعدهم على الانحراف والوقوع في المحظور، مع أهمية السماح بمشاركة الحضور والصحفيين والإعلاميين بمداخلاتهم وأسئلتهم وطرح أفكارهم ومقترحاتهم وفقاً لنوع الفعالية، ولا يمنع من أن يتم عرض ما سيتم طرحه على المحاضر من مداخلات على المختصين باللجنة المنظمة للفعالية للتدقيق دون المساس بإلغاء مضمون المقترح أو المداخلة أو مصادرة الفكر المفيد وحرية الرأي البنّاء، شريطة أن يكون الطرح في حدود الأدب وبما لا يتعارض مع القانون، على أن تحظى كافة الفعاليات بزخم إعلامي مشهود من الإعلام الرسمي والخاص المرئي والمسموع والمقروء، إضافة إلى الترويج عبر مختلف الوسائل الإعلامية لكل الفعاليات قبل وأثناء بدء أنشطتها، وإجراء المقابلات الإعلامية المختلفة بفئاتها الثلاث أيضاً(المرئية والمسموعة والمقروءة) مع المشاركين والحضور، ولننظر بعد ذلك إلى نتائج فائدة هذا العمل المضني والجهود التي بذلت لأجل إنجاحه وإبرازه لحيز الوجود من حيث العدد البشري المشارك من الجهات المعنية العامة منها والخاصة في كافة الفعاليات لاسيما القادمين من خارج المحافظة والحركة التشغيلية لمقار النزل المختلفة ووسائط النقل وقوتهم الشرائية بأنواعها طوال فترة مدة الفعاليات، والمردود من تشغيل الأماكن والقاعات والأندية الرياضية والثقافية التي ستحتضن هذه الفعاليات، ثم نستطلع مدى الاستفادة من نتائج كل أعمال الفعاليات ونقيس مقدار الإيرادات من ذلك والعدد التشغيلي للكادر البشري بشقيه الجزئي والكلي خاصة في صفوف الباحثين عن عمل، وبناءً لما يتم التوصل إليه من نتائج بعد ذلك يتقرر إما الاستمرار في إقامة الفعاليات سنوياً أو سنة بعد أخرى والعمل على تطويرها وتنويع محتواها أو التوقف عنها إن لم تكن ذات جدوى سياحية واقتصادية واستفادات علمية وعملية واجتماعية، وفي حال الاستمرار فأظن أن المدة تكفي للتحضير من الموسم للموسم التالي فالفاصل بينهما مدة كافية للاستعداد.
وفق الله الجميع لخدمة سلطنة عُمان وأبناؤها الكرام.