“سلطنة عُمان بين السِّيادة ومنجزات التنمية.”
محمد بن أحمد السعدي
لا نجد أبلغ ممَّا سطَّرَهُ العُلماء والمفكرين في تاريخ سلطنة عُمان وأمجادِه وتأصيل مَعالِمه.. وما تحقَّقت على هذه الأرض الطَّيِّبة من المنجزات الثَّقافية والخدميَّة.. فكانت بذلك منبَعًا للأمن ومسلكًا للحِوار محتضِنَةً بذلك جميع أوجُه السَّلام وحقوق الإنسان وحُرِّيتهِ .. ناهيك عن فك أوجه العديد من الأزمات والقضايا الأمنية الدُّولية بما فيها إيجاد الحل السِّلمي بما يُرضي الطرَفين في جانب الملف النووي.. محقِّقَةً السَّلطنة دورًا بارِزًا في مجال الوساطة والسِّيادة والأخذ بالرأي بين الدُّول العُظمى.
سلطنة عُمان دولة القانون والعدل والإنصاف.. وهذا ما جعَلَها تتجاوز مراحِلَ مُتقَدِّمة لتكون هي الوسيط السِّيادي لفك شفرة الخلافات بين الأطراف في المنطقة (الشرق الأوسط) .. ممَّا عزَّز ذلك من صُعودِها نحوَ سُلَّم مجالات الشَّراكات الإقتصادِيَّة بحيث أنَّ سلطنة عُمان محط أنظار العالم في مؤشر الأمن لتتعدد الإتفاقِيَّات والصفقات التجارية من مختلف دول العالم.. ولِتتسارع الشركات الأجنبية بوضع أحجار الأساس إيمانًا بأنَّ سلطنة عُمان آمنةً مطمئنَّة وتحتل موقِعًا إستراتيجِيًّا وحيوِيًّا.
إنَّ تنمية الموارد البشرِيَّة كانت هي الأساس الفاعِل للنهوض بدَولة عصرِيَّة حديثَة مواگِبَةً بذلك گافَّة التطُّوُّرات والمتغَيِّرات الإقليمية والعالمية.. ولاشك أنَّ التعليم كان هو السبيل الوحيد للخروج من الفقر والعوَز إلى التقدُّم والرُّقي والإزدهار في ظل القيادة الحكيمة.. فكان التعليم أنموذجًا حَيًّا في الإنفتاح على العالم وغايَةً يراد بِهَا إخراج أبناء سلطنة عُمان من دائرة الأمِّيَّة والجهل إلى الثقافة والفكر.. محقِّقينَ بذلك گافَّة جوانب التنمية التي تهدُف إلى توفير كل ما من شأنه خدمة المواطنين والسَّعي لإيجاد كافة إحتياجاتِهِم ومتطلَّبات عيشِهِم.
إنَّ البنية التحتِيَّة والخدمات الأمنيَّة قد جنت خلال السنوات الماضية منظومةً متگاملةً من الگفاءة والدِّقَّة.. ولا زالت الجهود مبذولة للوصول إلى أسمى المراتب العالَميَّة.. ناهيك عن التَّقدُّم الرَّقمي الذي يوفِّر الوقت والجُهد والدِّقة في مختلف المعاملات المُؤَسَّسِيَّة .. إذ أصبحت ذَا أهمِّيَّة گبيرة في وقتنا الحاضر نظير ما تُتيح لنا من خَدَمات في مُتناهي السُّرعة.. ولا يخفى علينا ما تُقدِّمه الجِهات الأمنيَّة من الدَّعم اللا محدود في توسيع مدارك الأمن والسَّلام وتسليط الضوء على المغالطات التي تُهدِّد كيان الدَّولة واستقرارَها ووضع كافة القوانين والإشتراطات لِردع كُل من تُسوِّل له نفسُهُ إظهار تلك المغالطات.
حرصت سلطنة عُمان في جعل التعليم مِحوَرًا أساسِيًّا مُهِمًّا في تحقيق التَّنمية.. والخروج بمنجزات ومشاريع تنموِيَّة هادِفة تخدم المواطِنين وتُحقق مراتب التَّقدُّم والتگنولوجيا والتطوير في كافة المجالات.. إذ أنَّ ذلك لم يتحقق إلى بفكر القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه- وقد أكمل مسيرة النَّهضة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذين جعلا عُمان موطِنًا ناهِضًا بكل ما تعنيه الگلِمة .. وسخَّرا كافة إمگانِيَّاتِهم لخدمة الشَّعب والوطن .. فأصبحوا بذلك قادة أحبَّهُم شعبُهم نظيرَ ما جنوه من خيرات هذا البلد بفگرِهم وحگمتِهم.. وبلا شك كان لأبناء عُمان دورًا رئيسِيًّا للنهوض بالتَّنمية الشامِلة .. إذ أنَّ الدَّور التعليمي منحهم كافة السُّبل للتطوير وإيجاد الخطط والأولوِيَّات للنُّهوض بها في كافة الأصعدة.