عيدكم هناء من أرض الكنانة
الباحثة الإعلامية
نانسي نبيل فودة
كم نحن سعداء عندما أبقتنا الأقدار إلى هذا اليوم الجليل، لنبعث التهاني لأناس تتباعد بينهم المسافات ولكن تقربهم السطور لتحظى بأول اهتماماتهم لتنقل لهم رقي المعاني والتهاني، من خلال تسابق الأقلام والكلمات الطيبه لتنثر حبر مودتها بكتابة أحرف وكلمات لتعانق نواظركم الكريمة، مهنئين جميع مسلمي العالم بعيد أضحى مبارك.
إنتشار أجواء الفرح والعطاء تبهج بيوتنا جميعًا، فأساس هذا العيد الكريم هو العطف وتقديم جميع سبل الكرم للفقراء والمساكين ولكل محتاج.
ففي أرض الكنانة مصر، تهتم العائلة المصرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك بالعديد من مظاهر العيد كنوع من التقاليد السائدة هنا، بداية باليوم الذي يسبق اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك( وقفة العيد يوم عرفة)، وذلك نسبةً إلى وقوف حجّاج بيت الله الحرام بعرفة في هذا اليوم، ويُعدّ يوم الوقفة من الأيام التي تحمل العديد من مظاهر السعادة والبهجة والتي اعتاد المصريون على الاحتفال بها دائمًا استعدادًا لأوّل أيّام عيد الأضحي المبارك بالسهر الطويل الممتع للأقرباء والأصدقاء، منتظرين تأدية صلاة العيد في الساحات المفتوحة جماعةً، وبعد الانتهاء من الصلاة تظهر فعاليات توزيع وتبادل الحلوى، وهي من أهم طقوس العيد لدى المصريين، حيث يوزّع كل فرد أو مجموعة الحلوى والهدايا المختلفة على الآخرين كمظهر من مظاهر الفرح والسرور، وبعد الانتهاء من صلاة العيد والخطبة وتوزيع الحلوى والهدايا يذهب معظم الناس إلى ذبح الأضاحي، فيوجد بعض الفئات المتمسكين ببعض العادات الغير سليمة ولكن أعتاد المصريين عليها، وهي غمس أيديهم بدماء الأضحية بعد ذبحها، ثمّ طباعتها على الجدران الخارجيّة للمنازل للتباهي بها، ويُعتقَد بأنّ هذه الطقوس تطرد الحسد والأرواح الشريرة، وما زال الناس في مصر يتوارثون هذه العادة جيلًا بعد جيل دون معرفة معناها الحقيقي، مع أنّها غير مقبولة شرعًا وقد يُبطل هذا أجر وثواب الأضحية، وهي عادة مصرية قديمة جدًا تعود إلى الحضارة الفرعونية، وهذه الخرافات ليس لها أصل علمي بل هي مجرّد معتقدات لا علاقة لها بمفهوم الأضاحي في الإسلام.
ثم تتوالى الزيارات العائلية وزيارات الأصدقاء والجيران مع ما يُضفيه ذلك من ألفة وتقوية للروابط الاجتماعية، فضلًا عن توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين، لإدخال الفرح على قلوبهم، ثم بعد ذلك يتم إختيار أطباق محدّدة كأنواع أساسية لا بدّ من وجودها على الموائد في أيام العيد والتي يجتمع عليها جميع الأسرة، وهي (الفته المصرية) التي لا يخلو منها أي بيت وهي من أهم الأطباق الأساسيّة على المائدة، والتي تعدّ جزء من عادات عيد الأضحى المبارك في مصر، أمّا( العيدية) فهي من الطقوس المُنتظَرة المُفرحة للكبار والصغار والتي ترجع في الأصل إلى أيام الحكم الفاطمي؛ فكان يقدّمها الخليفة لرعيّته، ثمّ أصبحت طقسًا رسميًا علي مر العصور إلى الآن. وهي نقود مالية توزع على أفراد العائلة لإدخال البهجة عليهم، وشراء الأطفال الألعاب التي يحلمون بها من خلال نقود العيدية.
وتتوالى بهجة العيد التي تمتزج بالخيرات ليمر يوم بعد يوم إلى أن ينتهي ثم تأتي زحام الأعوام ثم يمضي عام تلو عام، وفي كل عام أمنيات وأحلام تتحقق، وحلمي أن أراكم بخير في كل عيد.
جعل الله فجر يوم العيد نورًا، وظهره سرورًا، وعصره استبشارًا، ومغربه غفرانا، وكل عام وأنتم بخير.
المراجع التي تم الاسترشاد بها
“خطأ شائع يقع فيه البعض عند ذبح الأضحية يضيع ثوابها.. عالم أزهري يكشف عنه”، البلد، 27/07/2020، اطّلع عليه بتاريخ 20/07/2021. بتصرّف
“زيـــارة الأقـــــــارب فـــي صــــدارة الأولــــويــــات خــــلال أيــــام الـعــيـــــد”، الأيام، اطّلع عليه بتاريخ 20/07/2021. بتصرّف.
“أشهر أكلات عيد الأضحى فى الدول العربية”، البلد، 14/07/2021، اطّلع عليه بتاريخ 20/07/2021. بتصرّف.