محافظة الظاهرة، وإستثمار البُنى الأساسية
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي وكاتب صحفي
عضو جمعية الصحفيين العُمانية
إن الإستثمار في البنية الأساسية يُعتبرُ من الركائز الضرورية لبرنامج الإصلاح الإقتصادي والإجتماعي التي تحتاجها مؤسساتنا الآن، خاصة مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعد فترة الركود التي خلفتها جائحة كورونا ( كوفيد -19 )؛ لذا جاء الإستثمار الذي نشهده الآن على نطاق واسع في مشروعات البنية الأساسية، والذي يسهم بإذن الله في تحفيز الطلب على السوق للقطاعات الإقتصادية الأخرى؛ مما يشجع الإستثمار ويعزز الإنتاج في العديد من القطاعات، ويساهم في دفع عجلة التنمية.
مرحلة جديدة من الإنجازات التنموية تشهدها محافظة الظاهرة، شأنها في ذلك شأنُ مختلف محافظات سلطنة عُمان، ويأتي ذلك بعد حزمة المشاريع التنموية التي تشهدها محافظة الظاهرة، وافتتاح طريق سلطنة عُمان – المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذي تمثل محافظة الظاهرة محطته الأولى والرئيسة، وبلا أدنى شك أن المشاريع التي يجري العمل بها في عدة مجالات حيوية ستُسهم في تطوير عجلة التنمية الشاملة والاستثمار، وكذلك ستعمل على تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وإتاحة فرص وظيفية للشباب العماني، وأرى الآن أن حكومتنا الرشيدة قد اتخذت خطوات واسعة لتحسين وتطوير البنية الأساسية في السلطنة بشكل عام، ومحافظة الظاهرة ضمن المحافظات التي نفذت فيها حزمة من المشاريع التنموية في المجالات الحيوية، إيمانًا بأن البنية الأساسية هي عامل تمكين رئيس للتنمية في ربوع وطننا العزيز.
إن الزيارة الكريمة لصاحب السُّمو الملكي الأمير مُحمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لسلطنة عُمان مؤخراً، سيكون لها انعكاسات إيجابية كبيرة على مجمل العلاقات الإقتصادية بين البلدين، لا سيما مع إنشاء رابط إقتصادي وشريان حيوي مهم بين البلدين الشقيقين، يتمثل في الطريق البري الرابط بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، والذي يختصر المسافات بين الشعبين ويعزِّز التواصل التجاري بين البلدين، ويعول على الطريق في أن يسهم في زيادةِ حجمِ التبادلِ التجاري والإستثماري بين البلدين، وتسهيل وصول البضائعِ السعودية براً إلى موانئِ السلطنةِ ومناطقِها الاقتصاديةِ الحرة الواقعةِ مباشرة على بحر العرب كميناء الدقم. ولا يمكن إغفال دور هذا الطريق في تسهيلِ حركةِ مرورِ الحجاجِ والسياحِ بين البلدين، وكلنا أمل في بدء علاقات جديدة بين سلطنة عُمان والشقيقة المملكة العربية السعودية لدفع مسيرة التعاون المشترك بخطوات إضافية للأمام، بحكم العلاقات القوية بين البلدين ولمصلحة المنطقة بأسرها في ظل الإهتمام الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله ورعاهما – للدفع بعلاقات البلدين نحو أفق أرحب ومستقل مشرق.