وادي بني رواحة بحاجة ماسة لمشاريع سدود المياه
خلفان بن ناصر الرواحي
لقد أصبحت الحاجة ماسة وملحة لإقامة السدود في السلطنة، وخاصة في المناطق التي تعاني من نقص كبير في الموارد المائية والمخزون الجوفي، وقلة هطول الأمطار، فمن المعلوم بأن الثروة الزراعية في السلطنة تعتمد اعتمادًا كليًا منذ آلاف السنين على الري من الأفلاج أو العيون، أو بعض الآبار الخاصة القديمة، والغالبية العظمى من الأفلاج غيزية- أي سطحية- وتعتمد ديمومتها على كمية نزول الأمطار ووفرة المياه في الأودية.
إنّ من أسباب نقص المياه في الأفلاج والعيون أيضًا هو زيادة استحداث حفر الآبار بأعماق تزيد عن أعماق أمهات الأفلاج والعيون ومنابعها، وكذلك الاستخدام المفرط في المياه؛ مما أسهم في زيادة المشكلة القائمة التي تعاني منها معظم مناطق السلطنة، وأدى إلى موت العديد من الأشجار المثمرة كالنخيل وأشجار الفواكة، وبعد الناس عن زراعة بعض المزروعات الموسمية وعدم توفرها محليًا.
تعدّ قرى وادي بني رواحة التابعة لولاية سمائل وهي( منال، بياق، وصاد، وادي قري، الجناة، العين، الرسة، المحل، المغبارية، العافية، الفلجين) ضمن المناطق الأكثر عرضة لنقص المياه في السلطنة، وقد تعرضت بعض القرى منها لشدة الجفاف مما أدى إلى انقطاع الأفلاج بصفة دائمة منذ سنوات طويلة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قرى وصاد ومنال وبياق، فالبرغم من حفر الآبار المساعدة للأفلاج لأغلب قرى الوادي فإنها لا تكفي لري المزروعات، وكما أن بعض المزارع في قرى الوادي تعتمد على الري من الآبار القديمة، ولا تعتمد على الأفلاج؛ مما أدى إلى انخفاض نسبة المزروعات وعدم الاهتمام بالثروة الزراعية من الغالبية العظمى من الأهالي؛ وذلك لما يتكبدونه من خسائر مالية ومادية، وتأثير معنوي أيضًا نتيجة ارتفاع الكلفة وشح المياه، وموت المزروعات.
لهذا نطالب من الجهات المعنية في حكومتنا الرشيدة بتحقيق الحلم الكبير الذي يطمح أهالي المنطقة أن يكون ضمن أولويات المشاريع التنموية التي تخدم الوطن والمواطن، وهو إقامة السدود التي تسهم في تنمية الثروة الزراعية والحيوانية، وتعزز في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، ومن المقترحات التي نراها مناسبة لمثل هذه المشاريع وتخدم جميع قرى الوادي على وجه الخصوص هي كالتالي:
١- إقامة سد تغذية جوفية في وادي المسقاة بقرية الفلجين.
٢- إقامة سدود تغذية سطحية بنظام المدرجات في كل من وادي العسي، ووادي الرجم، ووادي قري
علمًا بأن هذه المشاريع إذا ما تم تنفيذها فإن منفعتها ليست مقتصرة على هذه القرى فقط، وإنما تكون منفعتها شاملة ولاية سمائل والقرى المجاورة لقرى وادي بني رواحة أيضًا.
نسأل الله التوفيق، وأملنا بالله، ثم بدور المخلصين أن تصل هذه الرسالة للجهات المعنية في حكومتنا الرشيدة بقيادة صاحب الجلالة السلطان، هيثم بن طارق يحفظه الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يسدد خطاه لبناء الوطن الغالي سلطنة عمان، ويوفقه لتحقق رؤيته لمواصلة مسيرة النهضة المتجددة والشاملة التي تحقق مصلحة الوطن والمواطن.