قصص وروايات
الصلاة السادسة
مريم الشكيلية / سلطنة عُمان.
أسمعهم دائماً يتحدثون عنها،
يحاولون مطاردتها، والبعض منهم يحظى بها مرّات قليلة في عمر كامل.
صلاة القيام التي تنفرد بذاتها وبتوقيتها
الصلاة السادسة لا يأتي ذكرها في حضرة الصلوات الخمس،
تلك الصلاة المعطرة بالسَّكينة، والتي تأخذكَ إلى سماءٍ سابعة،
تجعل منكَ شخصاً آخر لا تعرفه حتى أنت نفسك،
تقلب موازين حياتك وكأنها رداءٌ فضفاض ترتديه لأول مرة.
الصلاة السادسة، تلك الدقائق التي تخرج من رحم قلبك، وتنسكب كالنهر البارد على مسام روحك،
تغسلك من غبار أيامك القاحلة، تودع في داخلك بقعة ضوء تضيء دهاليز مداراتك،
كأنها رئةٌ ثالثة في عالمك، تجعلك تدمنها برشفة.
حاولتُ أن أصِفها بالكلمات، بالشعور بالصمت الذي يزدحم في داخلك بوقارِ حديثٍ طويل.
هي بنكهة الطعم الذي إذا لامس جلابيب روحك ذاب نبضك.