وأُسدِلَ الستار
د. سعيد بن راشد الراشدي
لقد عاش وطننا العزيز عمان ما يقارب العامين ظروفاً استثنائية مختلفة أسوةً بدول العالم أجمع بسبب جائحة كورونا والمُسماة: ” كوفيد 19″ تخلل ذلك تغييراً في أساليب مختلف مناحي الحياة اليومية لنا جميعاً؛ وتمثلت في التباعد الاجتماعي بصورةٍ كبيرة، والكثير من الإجراءات المُتّخذة من قِبل اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع هذه الجائحة، والتي يعلمها القارئ الكريم.
وها نحن بحمدٍ من الله سبحانه وتعالى نصِل إلى المحطة الأخيرة من محطات هذه الجائحة وتداعياتها، ونحن نتضرّع إلى الله سبحانه وتعالى وندعوه جلّت قدرته أن يرفعها عنّا وألّا تعود لنا ولا للعالم أجمع.
وها هي اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع هذه الجائحة تصدر قرارها المتضمن رفع مختلف التدابير والإجراءات الاحترازية المتخذة مسبقاً في جميع الأماكن ولجميع الأنشطة المختلفة.
نعم وبهذا القرار نتنفس الصعداء بعد عناءٍ طويلٍ عِشناه، بما كان يتخلّله من الحذرِ الشديد أحياناً والخوف أحياناً أخرى.
هذا القرار الذي أزاح الستار عن تلك الجائحة وتداعياتها وما تخللته من إجراءات في مختلف مناحي حياتنا اليومية، نعم بهذا القرار والحمد لله أُسدلَ الستار الذي امتدت فصوله طويلاً، أُسدل وكلنا شوقاً وبهجةً وسعادةً للعودةِ إلى ما كُنا عليه قبل هذه الجائحة.
هنا نحمدُ الله سبحانه وتعالى على بقائنا لهذا اليوم الذي رُفعت فيه جميع الإجراءات الاحترازية؛ للتصدّي لتلك الجائحة التي ألقت بظلالها على كل الجوانب الحياتية في وطننا العزيز والعالم أجمع.
ولنا في رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في مثل هذه الأمور، ففي الحديث الشريف:
(عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من لا يشكر الناس لا يشكر الله)
رواه احمد وأبو داوود والبخاري.
وهنا لا يسعني في هذا المقال إلا أن أقدّم كل الشكر والتقدير لجميع أعضاء اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع الجائحة وعلى رأسهم معالي السيد وزير الداخلية.
والشكر موصول لوزارة الصحة العمانية وعلى رأسها معالي الوزير الموقر على تلك الجهود الجبارة التي بُذلت خلال الفترة التي عشناها في ظل الجائحة، والشكر موصول لجميع منتسبي هذه الوزارة من طواقم طبية، وطواقم تمريضية وغيرهم؛ لوقوفهم كالسدّ المنيع، يبذلون قصارى جهدهم لمتابعة المرضى، وتقديم كل ما لديهم للتخفيف عنهم، فحمداً لله، ولهم الشكر على هذا العطاء.
وتجلّت كذلك اللُّحمة الوطنية العمانية لمواجهة تداعيات تلك الجائحة في تلك الجهود التي بُذلت وما زالت تُبذل من كل القطاعات الحكومية والأهلية، وهنا كان لزاماً علينا تقديم كل الشكر والتقدير لأجهزتنا العسكرية والأمنية، فشكراً لحُماة الديار من مختلف قطاعاتنا العسكرية من منتسبي قواتنا المسلحة على كل ما بذلوه من جهد خلال فترة الجائحة، والشكر موصول لجميع منتسبي شرطة عمان السلطانية وعلى رأسهم معالي المفتش العام للشرطة والجمارك، الذين وقفوا جميعاً كالسد المنيع لمواجهة تداعيات تلك الجائحة، فشكراً للذين أعطوا بلا حدود لينعم المواطن العماني وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بالأمن والأمان.
كذلك هنا نقف وقفة احترام وتقدير لكافة شرائح المجتمع العمانيّ الأصيل، والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، لِما بذلوه خلال فترة الجائحة من الالتزام التامّ، والتقيد بكل القرارات التي صدرت في هذا الشأن؛ مما كان له الأثر البالغ، والكبير في التقليل والتخفيف من تداعيات تلك الجائحة.
وهذه الوقفة ليست بغريبة على الشعب العماني الأصيل الذي تربّى على مثل هذه القيَم النبيلة والأخلاق الفاضلة، فتماسُك الشعب العماني أمام تداعيات تلك الجائحة إنما هو دليل واضح على اللحمة الوطنية العالية.
كيف لا وخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم قال فيهم:
(لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ) رواه مسلم.
أخيراً، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكلّل عمل كل المخلصين لهذا الوطن العزيز، بكل نجاح، وكل توفيق، وأن يحفظهم ويحميهم من كل سوء، وأن يحفظ الله عماننا العزيزة، وسلطاننا المفدى هيثم بن طارق المعظم، ويسدد على الخير خُطاه، وأن يؤيده بالحق، ويؤيد به الحق، إنه سميع مُجيب الدعاء.