عمي الحبيب ( بطي ) …”إنا على فراقك لمحزونون”.
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
يقول الله عزوجل في مُحكم كِتابه العزيز: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } – [ سورة البقرة:155- 157].
صبيحة الأربعاء الثامن عشر من الشهر الجاري، كان يوماً كسائر الأيام، لكنني وكغيري لم ندرك ماذا يُخبي لنا القدر والمشيئة الربانية. جاءتني رسالة مفادها: ( عمك في ذمة الله )، كانت كالصاعقة، فاجعة كبيرة هزت مشاعري وكياني، لم أتمالك نفسي من البكاء والدموع تنهمر من عيني. تذكرت طيبة عمي الحبيب ( بطي ) عليه من الله تعالى شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان، تذكرت سماحة نفسه، تذكرت إبتسامته الصادقة النابعة من القلب الذي ينبض بالمحبة للجميع، تذكرت عمي الحبيب الصابر على البلاء لسنوات، الذي يحمد الله تعالى على السراء والضراء كما عودنا دائماً.
عمي الغالي الحبيب .. لا زلت أتذكر ما ترويه لي من ذكرياتك الطيبة مع والدي الغالي – طيب الله ثراه – وقصصاً من أيام طفولتك وشبابك وكفاحك في هذه الدنيا، تذكرت نصيحتك لي دائماً وفي كل مرة بالبر بوالدتي -سلمها الله وبارك في عُمرها- وأن أخص والدي بالدعاء بعد كل صلاة وفي كل وقت وحين. كما وأن الراسخ ببالي حرصك على التمسك بالقيم والعادات والتقاليد المتوارثة، فطِبت حياً وطِبت ميتاً أيها العزيز المتربع معزة ومحبة في قلبي وستظل هذه المحبة إلى أن ألقى الله تعالى.
كان الإيمان بقضاء الله وقدره من مناقب الراحل العزيز عمي الحبيب ( بطي )، إذ كان صابراً على المرض والإبتلاء ما يزيد على عشر سنوات وكان يرددها دائماً “الموت والحياة بيد الله وأنا راضٍ بقضاء الله في هذا المرض وهذا الإبتلاء، فالحمد لله على هذه النعمة وعسى أن يكون هذا البلاء والصبر عليه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي” .
هنا يكمن الإيمان بالقضاء والقدر في شخصية العم العزيز فطوبى ثُم طوبى له ولأمثاله من الصابرين.
خاتمة القول: اللهُمَ أغفر لعمي مغفرة تسعُ السماوات والارض، اللهُمَ واجعل قبره في نور دائم لا ينقطع، واجعله في روضات جنتك آمنا مطمئنا.
اللهُمَ وأغفر له ولمن سبقه من أخوته ( والدي الغالي الحبيب، وعمي الرجل الكريم مُحمد، وعمتي الحبيبة ) واغفر لجميع أموات المسلمين والمسلمات، والحمدُ لله تعالى على كل حال.