بوح مباح
ثرياء بنت ناصر الرمحية
أتَساءَل كيف لي أن أندفعَ نحوها وأنا من شدة
ارتباكي نَسيتُ السّطر الذي سأُلقيه مُكافأة لِجمالها المُنهَك ،
كيف لي أن أهتُفَ لحُضورها لِكَي يلتفتَ خلفَ خُطى حَرفي ؟!!
هي شاهِقةُ الحُسنِ وأنا أُعاني من اهتزازةٍ جسدية إزاء الأَماكن المُرتفِعة
وقد أندثرُ في أي لحظة في عناقِ صوتُك الفائقُ بالرّقة
أو رُبما أدلفُ في غَيبوبةٍ أثرَ صُراخِك الجميل خشيةً عليّ من الإغماء أرضًا
ليتَني أَعينُ الناس حتّى أتأملُكِ عن كُثب تمطرين وتُلامسي بقدميكِ
النَحيلتَين كُلّ بُقعة ، ولو أنني أرضٌ منبسطة لفرشتُ لكِ كلتا ذراعيّ
كَي تعبرينَ جِسرًا وتَصلين بوابة قلبي المُلهف لقُدومَكِ ،
حللتِ أهلاً بِسحرُكِ لا مبالغةٍ في وصفُكِ ، هبِ قُربُك لي
كفاكِ عنادًا و دلالاً سلميني إياكِ حتى أجمعُكِ أَبياتًا تُطبقِ لسانُكِ
حديثًا معي ، ماذا دهاكِ يا لُبَابتي ؟!
تتآكلين خجلاً وتَخطُفين رُشدي معكِ ، هلمي ناحِيتي
لا تَختبئي خَلفي ، تعاليّ ولا تَتَعاليّ أقول ُ لكِ
لا تختبرينَ صبري ولا تنتظرينَ أن يجُف حِبري ، لأنني لم أدعكِ
قبل أن أدُونكَ عُنوانًا في صحيفتي ، تختَلقينَ عُذرًا لأُصدقكِ
أنكِ تمقتينَ أن أضع صُورك بروازًا على خلفية حَيزي ، ولو فتشتُ عن
إجابةٍ في حُشاشتُكِ لألتقطُ كلمة بلى كَم أَبتغي
يا لهذه الملامح المرسومة على محياكِ ، وكأنها من تُحف الخيالِ
هلأّ تسمحينَ أن أنشئَ معرضًا فنيًا لوجهكِ الباهي ، أُقلبّ لوحاتكِ
الفاتنه وأسهو في حُلمكِ الزاهي ، أنسى من تكونينَ وأُحبكِ حُبًا يـَكتُمُ الأنفاسِ ،
ولأنني لمحتُكِ ما بين الزحامِ ، كالنخلة باسقة الجمالِ ، كُلما تحسستُ أطرافُكِ
تساقطَ من ثِغركِ مُربىٰ بنكهة الحلوىٰ ، يالَهَولي من مَيلُكِ كم أرهقتِني أَنتي
ومن عَقلي كم سَرقتي يَومي ، ومن همسُك يا هَذه ماذا تركتِ ؟!!
جُنّ الجمال بكِ لا أَلِمْهُ كيف تَحْملينَهُ و يَحتَملُكِ ؟!