الموهوبون ثروة عمان المستقبلية
د. إنعام بنت محمد المقيمية
لا يوجد محفل خليجي أو عربي أو عالمي إلا العلم العماني حاضر في المراكز الأولى، وكأن الموهبة خلقت في فطرة الفرد العماني، وحتى في أصعب الظروف يخلق الإبداع، وكما قيل طيب العود لا يظهر إلا بعد احتراقه.
ففي أحداث كورونا القاهرة تفجرت إبداعات لم تكن في الحسبان، وأظهر الفرد العماني إبداعات في جميع المواهب الفنية والعلمية، وشهد السوق قوة وصلابه هذا الشعب العظيم.
وأذكر عندما دار بيني وبين أحد المحكمين في مسابقة الشيخة فادية السعد الصباح بالكويت وكانت على مستوى الوطن العربي، تقول: كل سنه المركز الأول من سلطنة عمان،
فهنيئا لكل موهوب عماني يسعى لرفع راية بلده.
وخلال تواجدي في الميدان التربوي أكثر ما لاحظته هو افتقار البيئة الحاضنة لهولاء الموهوبين، وكما أوردت سابقا في عدة مقالاتي بصحيفة النبأ الالكترونية إلى احتياج هذه الفئة الخاصة إلى الرعاية النفسية والاجتماعية، وأتمنى بالفعل أن يكثف هذا المجال؛ فحينما أردت الانتقال إلى قسم الموهوبين بالوزارة في ٢٠١٩، وبعد محاولات عدة جاءني الرد ٢٠٢٢ لايوجد شاغر!!
مع العلم أن القسم كان وما زال قيد الإنشاء.
حتى بعد ما طلبوا مني عام ٢٠٢١ تطبيق برنامج الرعاية النفسية على الموهوبين ضمن برنامج ثروة خلال الجائحة عام ٢٠٢١ كان لدي بصيص أمل في قبولي بهذا القسم بعد تكريم الوكيل، وكنت سعيدة جداً لأكون من أول المبادرين في رؤية ٢٠٤٠ من خلال برنامج ثروة لرعاية الموهوبين.
لكن أخذت على عاتقي أن أكمل مسيرتي بهذه الرؤية وإن كنت فردا؛ لاني مؤمنة بقدراتي، وبالعلم الذي وهبني إياه ربي، فعملت محاضرات، ومنشورات، ومقالات للعامة، ومحاضرات خاصة للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وأخصائيي أنشطة بقدر جهدي؛ لأن الميدان التربوي ما زال مفهوم الموهبة والموهوبين غير واضح لهم.
واليوم نرى صورة واضحة لبصمات الموهوبين السعوديين في معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة ISEF ٢٠٢٢.
والتي قامت على جهود معلمين ومشرفين وإداريين خلقوا بيئة مهيئة لإبداع الموهوبين.
وخلال زيارتي اليوم للمدرسة التي قمت بتطبيق برنامج الدكتورة فيها عام ٢٠١٩، والذي يضم أكثر من ١٠ طلاب موهوبين تصل درجة ذكائهم بين ١٣٥-١٢٥ حسب مقياس الذكاء، والذين كانوا يفتقدون للرعاية النفسية والاجتماعية، للأسف لم يلاقوا أي اهتمام أو رعاية، رغم توصيتي، ولم يشاركوا بأي مسابقة، حتى حاضنات الابتكار لم تفعل هذا العام، وأغلب الموهوبين خرجوا منها!
توصيتي الأخيرة لأصحاب المناصب العليا أن يعملوا بجهود مكثفة للأخذ بيد الموهوبين لبر الأمان، من خلال تمكين الحقل التربوي من مفهوم الموهبة، وخلق بيئة تمكن الموهوبين من الإبداع.