كفانا إشاعات مخيفة
خليفة بن سليمان المياحي
لا يخلو مجتمع من المجتمعات من ظاهرة الإشاعات التي باتت منتشرة بكثرة ومتكررة في مجتمعنا ولا نعرف الغاية والهدف منها، ومعظم تلك الإشاعات مقلقة جدًا ومخيفة لأبعد الحدود، وتسبب الذعر والهلع في نفوس الكثيرين، بل أنها تربك الأسر خوفًا على نفسها وعلى أولادها، وكانت آخر الإشاعات المتداولة حتى يوم أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بوجود أشخاص من جنسيات مختلفة ملثمين ، وأنهم يجوبون الحوائر والأزقة في الأحياء السكنية، وأنهم يختطفون الأطفال الصغار للمتاجرة بهم، أو تقديمهم قربانًا في بعض الطقوس الدينية، إلى غيرها من الروايات، وقد نفت شرطة عمان السلطانية وهي الجهة المسؤولة والمعنية بحفظ الأمن وبسط الأمان في ربوع البلاد لأبناء الوطن والمقيمين على أرضه، وأكدت بأن ما يتداول هو إشاعة، وحقيقة الأمر من المفترض أن نعي بأنفسنا حتى لو لم تنف الشرطة ذلك، فكان من الأولى أن نزن الأمور بميزانها الصحيح، ونقيسها على واقع الحال، فلم نسمع إطلاقا أن بلّغت أسرة واحدة عن فقدان أحد أطفالها، ولو كان الأمر صحيحًا وتم اختطاف أحد ما لضجت تلك الأسرة ولعلِمَ الجميع. فمثل هذه الاخبار صعب إخفاؤها، بل أصحاب العلاقة سيعملون المستحيل لنشر الخبر بهدف إشعار الجميع ليتضامنوا معهم لإعادة الأطفال.
لهذا يجب على كل شخص أن يتريث ولا ينقل أي معلومة جزافًا دون التحقق من واقعها وصدقها، فمثل هذه الإشاعات أصبحت كثيرة جدًا وهي بعيدة عن الواقع، فلله الحمد يسود بلادنا سلطنة عمان الأمن والأمان في ربوع البلاد شرقًا وغربًا منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- والأمن يعم البلاد وممتد إلى العهد المتجدد لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-
وأخيرًا أقول: ليس هناك أغلى من الولد، وإن كان المتحدث مجنونًا فيجب أن يكون المستمع عاقلًا، وأن نقدر الأمور ونمنحها حقها في التفكير الصحيح من قبلنا، ويجب على ممتهني حرفة الإشاعات أن يتقوا الله في أنفسهم وفي المجتمع الذي يعيشون فيه؛ فيجب أن يبثوا الأمان والاطمئنان في نفوس الجميع وليس ببث الإشاعات الكاذبة لترويعهم وتخويفهم، ولا نبني اعتمادنا في نقلنا للمعلومة لمجرد أن سمع أحد أو يُقال، بل يجب علينا التحقق من الخبر قبل نشره؛ فإن الخبر إن نشر لا يصبح ملكًا لك، وإنما ملك لمن وصله وهكذا، فالحذر الحذر من الاستماع إلى مثل هذه الإشاعات، ويجب الاعتماد كليًا على بيان الجهات المعنية لتظل النفوس آمنة والقلوب هادئة، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.