أنقذوا الباسقات؛ إنها ثروة وطن
خلفان بن ناصر الرواحي
تشتهر عماننا الحبيبة كغيرها من البلدان العربية والأجنبية بوجود هذه الثروة العظيمة؛ ألا وهي النخل الباسقات، كما أنها تتميز عن غيرها في وجود أصناف ذات جودة عالية، مشهورة في الداخل والخارج بجودتها وتميزها في المسميات والأصناف المتعددة ذات الإنتاج العالي والجودة، وكما أنها تعد ذات مردود اقتصادي من روافد الوطن بوجه عام.
ومن هذا المنطلق كان إعلان الرؤية والتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – طيب الله ثراه- في نوفمبر عام 2009 في لقاء جمع جلالته – طيب الله ثراه- بشيوخ ورشداء وأعيان ووجهاء ولايات منطقة الظاهرة آنذاك ومحافظة البريمي، وذلك بالمخيم السلطاني بسيح المسرات بولاية عبري، إيذانا بانطلاق مشروع زراعة المليون نخلة، الذي يهدف في المقام الأول لتحقيق الأمن الغذائي بالسلطنة، وإذ تعد التمور من أهم عناصر الغذاء اليومي في كل بيت عماني، ويعد مشروع زراعة المليون نخلة من المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية العالية التي ترفد قطاع الزراعة بمقومات واعدة وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار، وتعزز من قيمة ومكانة النخلة، والمحافظة عليها، ويعتبر هذا من المشاريع التي سوف تساهم في التقليل من الاعتماد على النفط كمصدر أساسي لموازنة الدولة واقتصادها.
فالبرغم من انطلاق هذا المشروع الحيوي الضخم منذ عدة سنوات، إلا أن هناك أمرًا أساسيًا ومهمًا جديرًا بالاهتمام أيضًا ليكون عنصرًا أساسًا لنجاح المشروع؛ ألا وهو القضاء والبحث عن علاج نهائي لحشرة دوباس النخيل التي أخذت في الانتشار بشكل واسع في العديد من محافظات السلطنة، وتأثرت النخل من هذه الآفة التي قضت على عدد كبير من الباسقات، وأثرت في جودة المحاصيل، وما زالت هذه الآفة مستمرة في الانتشار بالرغم من وجود العديد من مراكز البحوث الزراعية، والمراكز البحثية العلمية في السلطنة، فلماذا هذا التأخر في أن نرى بشائر الأمل لإيجاد حل نهائي، وتكثيف الجهود بين جميع الجهات المعنية في الدولة في منظومة تكاملية قبل استفحال الأمر؛ وحينها لا ينفع اللوم، وإلقاء المسؤولية على طرف واحد؟!
كذلك بالنسبة فيما يتعلق بموضوع إكثار الأصناف المحلية واستخدام التقنيات الحديثة المتعلقة بالزراعة النسيجية، أين دور الجهات المعنية بهذا الأمر؟ وكيف نرى الفسائل المستوردة تنتشر بشكل سريع في وطننا، ولم نرَ نفس الاهتمام بتوفير الأصناف المحلية في سوقنا المحلي؟ ألا يدل ذلك إلى عدم وجود منظومة تكاملية تتعلق بموضوع الاهتمام بالنخلة، والمحافظة على الأصناف المحلية، وتشجيع المزارعين بالدعم المستمر لهم؟
لهذا نرى من الأهمية بمكان أن تولي جميع الجهات المعنية بالدولة اهتمامها التام لنحافظ على هذه الثروة الوطنية، وتولي اهتمامًا شاملًا بدراسة كل ما يتعلق بها، والاستعانة بالخبرات والبيوت البحثية العلمية العالمية أيضًا، للقضاء على الآفات المختلفة بشكل نهائي، لتستعيد عمتنا النخلة مكانتها؛ فهي ثروة من ثروات الوطن، وبلا شك كلنا ثقة في حكومتنا الرشيدة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله، في تسليط الضوء لهذا الأمر بشكل عاجل قبل فوات الأوان.