( تجليات لمناقب الوفاء بالأمانة والمسؤولية ) السيد / بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
عندما تتجلىٰ القيم السامية لمعاني الوطنية الصادقة ، تبرز لنا أسماءً لرموز من أبناء الوطن العزيز ، وكان لزاماً بل واجباً علينا ، أن نُعرج ونسترجع بعضاً من مناقبهم الحميدة التي لاتُنسىٰ ، مناقب لقامات مخلصة نقف إجلالاً وإحتراماً لهم .
السيد / بدر بن سعود بن حارب بن حمد البوسعيدي ، شخصية من الشخصيات القيادية البارزة على مدى خمسين عاماً مضت من مسيرة النهضة العُمانية التي قاد زمامها الخالد في قلوبنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – . تتجسد في شخصية السيد / بدر بن سعود بن حارب سمات الإنسانية بكُلِ معانيها ، ومناقبُ العطف والرحمة بشموليتها ، بجانب الوفاء والإخلاص والتفاني عبر مسيرته العملية في عدد من المواقع ، حيث الثقة الكريمة التي أولاها إياه السلطان قابوس بن سعيد – عليه من الله شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان .
حيث شغل السيد / بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي منصب سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ، وسفيراً لسلطنة عُمان لدى المملكة الأردنية الهاشمية ، ثم وزيراً للداخلية منذ عام 1979م حتى 1996 م وبعدها الوزير المسوؤل عن شؤون الدفاع لـ 24 عاماً حتى عام 2020 م . ومؤخراً منحت حكومة اليابان وسام الشمس المشرقة – النجمة الذهبية والفضية للسيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي ، وذلك تقديرًا لمساهماته البارزة في تعزيز التعاون بين سلطنة عمان واليابان في مجال الدفاع. ويُعتبر وسام الشمس المشرقة من أهم الأوسمة اليابانية المرموقة، وقد تم تقديمه عام 1875م وبدأ منحه لغير اليابانيين بداية من عام 1981م .
من الصفات النبيلة التي يتمتع بها السيد / بدر بن سعود بن حارب قربه من المجتمع في مختلف محافظات السلطنة ، في الحضر والبادية ، رجلٌ تجسدت في شخصيته قيم الإنسانية في أبهى صورها . حاضراً في كُلٍ محفل ، مُلبياً للدعوات . متواصلاً مع الجميع في الأفراح والأتراح . كانت شخصية السيد / بدر – سلمه الله وبارك في عُمره – ذات طابع يتسم بالكرم والتواضع ، وخدمة الجميع ممن يطرق بابه ، ساعياً للخير في كُل محفل . فطوبىٰ ثُم طوبىٰ لأمثاله من الشخصيات التي لم تعصف بها هبوب المسئوليات وكراسيها المؤقتة .
وكوني من ولاية عبري لاتزال الألسن تتناقل السيرة الحسنة لوالد السيد / بدر وهو الوالي العادل الشهم النبيل سعود بن حارب – رحمه الله -الذي كان والياً على عبري لسبعة عشرة عاماً ، وهنا تجلت صفات الفضيلة في السيد / بدر في تواصله مع من كانوا قريبين من والده ، لتكتمل حكاية القيم النبيلة والاخلاق الحسنة والمناقب السامية في الأب وإبنه ، فبوركت الإنسانية أينما حلت وأرتحلت .
وحتماً نستذكر هنا تاريخاً مضيئاً من تاريخ النهضة العُمانية ومسيرة السيد / بدر مع الراحل الكبير الوالد المؤسس السلطان قابوس – طيب الله ثراه – حيث جمع السيد بدر الوطنية في قيمها ( الإخلاص لله والوطن والسلطان ) ، وما المناصب الرفيعة التي تقلدها خلال الخمسين عاماً الماضية إلا لأنه أهلاً لثقة السلطان الراحل ، فبناء الأوطان لايقوم إلا بسواعد أبناءها البررة المخلصين الأوفياء .
ومن خلال معرفتي الشخصية بالسيد / بدر بن سعود بن حارب ، وجدت في هذه الشخصية نموذج يُحتذى في بناء الأوطان ، والأمانة ، والصدق ، والإخلاص ، والتواضع ، وسماحة النفس . لشخصية السيد / بدر ، التي تزين بها . شخصية إستحقت الثناء والشكر والتقدير ، وأن تُرفع الأيادي للمولى القدير أن يجازيه بالحسنات إحساناً ، وأن يجعل كل ما أنجزه في موازين حسناته ، يوم توفى كلُ نفسٍ ما كسبت .
و هذه الكلمات وأن طالت والسطور وأن إمتدت فإنها لم ولن توفي السيد الكريم / بدر بن سعود بن حارب حقه ، فالشكر أجزله والتقدير أجله لهذا الرجل الوطني المخلص الأمين .
خاتمة القول : خمسين عاماً مضت منذ فجر الثالث والعشرين من يوليو عام 1970 م ونحن نستذكر بكل فخر وإعتزاز المسيرة المباركة للخالد فينا وفي قلوبنا السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله – ونستعيد قراءة التاريخ ونتصفح جانباً من أوراقه لنقف إجلالاً وتقديراً للمخلصين أمثال السيد / بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي ، الذي نسأل الله له دوام العافية .
وتتواصل المسيرة في نهضة عُمان المتجددة التي يقودها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – من أجل عُمان الوطن والإنسان ، لحاضر مُشرق ومستقبل سعيد ترعاه عناية المولى القدير ، وتبنيه سواعد المخلصين من أبناء وبنات عُمان.