2024
Adsense
مقالات صحفية

الأصدقاء صناديق مغلفة

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

في علاقتنا مع البشر تتجدد العديد من الأحداث أغلبها متشابه ومتكرر والإنسان يتعلم من هذه الدروس؛ لذا نكتسب الخبرة، ومن المفترض أن نكتسب المناعة من عدم تكرار ردود أفعالنا السلبية.

المعارف والصداقات التي تجمعنا مع الذين نتعامل معهم كثيرة وقليل منا من يستطيع التمييز بين الصديق الدائم والصديق المؤقت، فالدائم له صفات عديدة فصديقك من صدقك القول والفعل وأخلص صادقاً للمحبة والمودة، وقيل “صديقٌ صدوق” أي دائم الصِّدق والمقيم على الصداقة، والصديق المؤقت هو الذي يصادقك لمصلحة ما ثم يتركك، أو الذي يتركك لأسباب سخيفة، وهناك صفات عديدة تستطيع بها التفريق بين الإثنين.

النوع الذي أود الحديث عنه هو من يتوقع دائمًا سقوطك، وستلاحظ بأنه دائم الإحباط لا يشجعك على النجاح، بل تجده يبث السلبية فهو يتوقع منك الفعل السيء لأنه يتمنى ذلك ولا يتمنى لك النجاح والتقدم، وعند سقوطك تجده كثير اللوم ويبادر بالإبتعاد عنك ولا تستغرب إن هاجمك وأظهر عيوبك وأفشى أسرارك.

ففي كثير من الأحيان تجد من حولك أصدقاء وعند إحتياجك لهم لا تجد إلا شخص أو إثنان، فالمواقف هي (فلتر) تصفي الشوائب فتكتشف الصالح منهم والطالح، فكن على ثقة بأن ليس كل من حولك يمدون لك يد العون.

وفي الغالب نحسن الظن في الجميع ولكن الزمن كفيل بأن يكشف لنا الصديق الصادق من الصديق المتلون الذي يكون معك فقط في المواقف الصعبة ولا يتركك بمجرد إنتهاء المهمة التي قد يجدها في غيرك ويقوم بتغيير المسار.

البعض منهم له وجهان، وهذا النوع خطير جدًا فكن حذرًا عندما تتحدث لهم فهم يقتنصون الفرص والزلات ويدققون في كل كلمة ويفسرونها بأكثر من معنى وينقلون ظنونهم إلى الغير وينشرون عنك الإشاعات.

الثقة لا تأتي إلا بعد التجربة فلا تثق في أحد كثيرًا إلا من أثبت نفسه في المواقف الصعبة. والكثير منهم يأخذ ولا يعطي ولن يكون مستعدًا حينما ترجو منه العون وطلب المساعدة.

قد يتعمد صديقك إيجاد طريقة لجعل حسده يبدو وكأنه مدحًا، وهو في حقيقة الأمر يقول شيئًا مضمونه مهين لك. لنقُل أنك عُيّنت في وظيفة جديدة، فيكون المدح المبطن بالذم من قبيل “هذا عظيم في العادة لا يوظفون أشخاصًا قليلي الخبرة، لكن هنيئًا لك”

سبب شعور الصديق بالغيرة من صديقه لشعوره المُحبِط نحو نفسه بالأساس؛ هذا السبب هو ما يجعله حريصًا على الحط من قيمة إنجازات من حوله. إذا حدث معك شيئًا سارًا، قد تجد صديقك يفتش عن شيء سلبي في الأمر لجعلك تبدو غير جدير بما نلته.

فانتبه عزيزي القارئ فقد تتعرض للمديح والثناء كثيرًا من بعض الأصدقاء فكن حذرًا من الإندفاع نحو تصديقهم بسرعة، فقد يكون فخًا ويستدرجونك نحو الوقوع ليستغلون فرصة سقوطك.

الصديق الوفي الحقيقي هو أفضل رفيق دائم، وهو الملجأ الذي يلجأ الشخص إليه في كل وقت، هو من يكون معنا في الحزن قبل الفرح، هو من ينصحنا في أخطائنا فيما بيننا وليس أمام الآخرين، هو من يقدم لنا العون والمساعدة من غير ملل أو كلل، هو من يحبنا بلا شروط أو مصالح، هو من يفتخر بنا أمام الآخرين ويعتز بصداقتنا، هو من يتمنى لك الخير كما يحب لنفسه، ويدعو الله أن يبعد عنك الشر كما يتمنى لأهله.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights