سجلوا في صحائفكم الحسنات
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
—————————————
أبواب مفتوحة مشرعة ليس لها مغاليق ولا حراس ولا واسطة ولا رسل ولا لحظة انتظار وموعد لقبول طلباتكم وأمنياتكم .
إنها أبواب الرحمن المشرعة في كل الأوقات والأزمنة ..
قال تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )
هكذا أراد الله لعباده الصالحين الخبر كله فالحسنة بعشر أضعافها وما عند الله باق لا يعلم العبد ما أعده الله له من نعيم مقيم في أخرته وما قدره له في دنياه الفانية من يسر وتوفيق وسعادة .
اليوم نختم شهر رمضان المبارك شهر جعله الله مكافأة للمسلم على حسن عبادته وتقواه وجعل بين لياليه المجيدة ليلة خير من ألف شهر تضاعف فيها حسنات العباد ويستجاب فيها الدعوات بإذنه تعالى .
سجلوا في صحائفكم مضاعفة الحسنات والأجر العظيم وأنتم تودعون شهركم بتوبة نصوحة خالصة لله وأعمال صالحة تقربكم منه وتكون ديدنكم في جميع أيام السنة لا تحيدون بعدها عن صراط الله المستقيم وقد عشتم شهراً من الفضائل وروحانيات العبادة الحقة لله دون كلل أو ملل وقد صفت نفوسكم للملك الديان في كل مناحي حياتكم من بر وإحسان وإقام الصلاة وتأدية الزكاة وفعل الخيرات وترك المنكرات وصلة الأرحام والإحسان وغيرها من أعمال الصلاح .
كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك كريم وأنتم تحتفلون به في فرحة المسلم بيوم عيده وحصاد صيامه وقيامه وقد تكفل المولى عز وجل بجائزة الصائمين وجعلها خاصة منه لعباده والله إذا أعطى أدهش وأجزل في العطاء فمعه جل جلاله ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
سجلوا في صحائفكم الحسنات وأكثروا منها فإن الحسنات يذهبن السيئات فالطريق طويل يحتاج إلى الزاد وسلعة الله غالية لا تشترى إلا بأغلى الأثمان إلا أن ثمنها تقوى الله وصلاح العبد فأكثروا من فعل الخيرات وترك السيئات .
اليوم نودع شهر رمضان المبارك ونستقبل شهر شوال الكريم وهو يحمل في طياته ستة أيام من صامها مع رمضان فكأنما صام الدهر كله ونستقبل باقي شهور العام وقد خرجنا وتخرجنا من مدرسة إيمانية يجب أن نواصل العطاء فيها بنفس الوتيرة الصادقة المخلصة لخالقها والنفس المطمئنة لكرم الرحمن وخيراته العظيمة والتي يجب أن تتكامل في سيرة المسلم الحسنة .
قال تعالى (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.)
هكذا نخرج من هذا الشهر الكريم وقد تحقق رضى الرحمن لنا بإذنه في خير وسرور وقد تجلت رحمة ربك لعبده في كل أموره .
قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
هكذا ديدن المسلم الصالح حياته من أجل الله وطاعته فادعوا الله قبول حسناتكم فصحائف العباد بحاجةً إلى ملئها بالحسنات التي تحملهم إلى رضوان الله وجنته .
هنيئا لكم صوم رمضان وهنيئا لكم فعل الخير .
وختاماً سجلوا في صحائفكم الحسنات وأروا ربكم جميل صنعكم معه فهو يفرح بالعبد أكثر من الأم بمولودها فأي فضل أعظم من ذلك .
كل عام وأنتم والأمة العربية والإسلامية بخير فصحائفكم تنتظر ملأها بالحسنات .