كيفية تحقيق أهداف التسويق السياحي
محمد علي البدوي
تتحقق خطط التنمية السياحية في حالة تفاني المهارات التسويقية في تنفيذ المهام الموكلة إليها.
قد يظن بعضهم أن التسويق السياحي مجرد عملية نمطية مضمونة النتائج، وهذا من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظم المنتمين لقطاع التسويق.
أخطر شيء يقع فيه معظم من يتصدى للتسويق السياحي هو الثقة المطلقة وغير المصحوبة بتوقعات تقوم على إحصائيات وبيانات دقيقة.
في منتصف التسعينات من القرن الماضي نشرت هيئة السياحة الفرنسية تقريرها حول توقعاتها لأعداد السائحين المنتظر زيارتهم لفرنسا خلال الأعوام الأولى من الألفية الجديدة، وبالفعل تحققت النتائج التي توقعتها المنظمة.
هذا التوقع كان مبنيًا على أرقام ومؤشرات ودراسة للسوق ونوعية العملاء، وهو في النهاية عمل متكامل شاركت فيه معظم الجهات المختصة؛ ولذلك لم تكن النتائج بعيدة عن المتوقع.
التسويق هو تخيل شكل ما، ثم محاولة تحويله إلى حقيقة، والتسويق أساسًا هو بيع سلعة غير عينية، ربما لا يكون باستطاعة المستهلك الاطلاع عليها قبل عملية الشراء. فأنت عندما تذهب لشراء سيارة على سبيل المثال فلك الحق في تجربتها وقيادتها واستخدام كافة أجهزتها؛ للتأكد من جودتها، أما في حالة السياحة فأنت تشتري سلعة عن طريق السماع أو رؤية بعض الصور أو انطباعات من سبقوك لشرائها.
إذن لكي تتحقق خطط التسويق لابد من تناسق كل التخصصات، بحيث يتحول التسويق إلى عمل جماعي تشارك فيه كل أقسام المؤسسة السياحية، وإذا ما تقاعس أحد الأطراف عن القيام بواجبه فالنتائج لن تكون كما يأملها الجميع.
قد يحدث نوع من الرواج السياحي نتيجة لبعض الأسباب غير المتعلقة بالتسويق الناجح، ولكنها تكون مجرد ظاهرة مؤقتة، ولا يمكن الحكم من خلالها على نجاح خطط التسويق.
ونجاح التسويق يعتمد على التحدي والابتكار، ومن لا يبتكر يختفي تمامًا لأن المنافسة شرسة، وتشابه المنتجات السياحية يؤثر على عملية التسويق بشكل كبير.
معظم المنتجات السياحية تكون في صورة خدمات فندقية، ثم في المرتبة الثانية خدمات تقديم الطعام والشراب، وهنا يبرز التساؤل المستمر، وهو لماذا يختار عميل ما هذا الفندق ويترك الآخر؟
هل هو السعر، أم الخدمة المميزة، أم اعتبارات أخرى؟
حقيقة الإجابة تنحصر في عبارة واحدة:
قدرة التسويق على الإقناع.
نعم، فالإقناع هو سلاح التسويق الذي لا يخطى.
ولكن لكي تقنع العميل بشراء منتجك لا بد أن تستوعب فكرة أن العميل يعي ويفهم ويدرك كثير من الأشياء التي تؤثر في قراراته. فالذكاء هو أن تسيطر على عقل العميل دون أن يشعر بذلك؛ وحينها تكون قد حققت الجزء الأكبر من أهدافك.
لهذا فإن التسويق علم متشعب الأطراف ويحتاج منا إلى مزيد من الاهتمام والتوعية، فحياة الإنسان المعاصر قائمة على فكرة التسويق.
حفظ الله شعوبنا العربية