وفاة الطالبين؛ فاجعة لذويهم، وخسارة للوطن
خليفة بن سليمان المياحي
أحزنني كثيراً ما تمّ تناقله مساء أمس عن وفاة طالبَين اثنين في مقرّ سكناهما بولاية نزوى.
ووفق بيان لشرطة عمان السلطانية أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أنهما كانا يعبثان بأجسام يشتبه بها على أنها مقذوفات قديمة، عثر عليها الطالبان في إحدى المناطق الجبلية، الأمر الذي أدّى إلى انفجارها، وما زالت التحقيقات قائمة لمعرفة ملابسات الواقعة، وكان ذلك البيان يؤكد الحادثة، ولا شك أن فقدان اثنين من الطلاب وهما في مُقتبل العمر فاجعة كبيرة لوالديهما ولأسرتهما، وللمجتمع، كما أنها خسارة للوطن بشكل عام.
وإني أشاطر ذوي الفقيدين الحزن العميق، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمهما الصبر، ويخفف عنهما ألم الفراق، وأن يرحم ابنيهما، ويغفر لهما، ويسكنهما فسيح جناته.
ومع هذا فيجب أن نتوقف لبرهة عند الواقعة، ولا شك أن ما حدث حدث، وقد وقعت الفاجعة، ومهما آلمنا الفقد وأحزننا ألم الفراق لكل عزيز علينا، ولكن يظل ذلك قدر الله- فقدّر الله وما شاء فعل- وهو أجلهما المحتوم، ولكلّ منّا أجَلٌ لا يتقدم ولا يتأخر، وكله بيد الله، وكما قال الشاعر:
ومن لم يمت بالسيفِ مات بغيره
تعدّدت الأسباب والموت واحد
ونحن نُسلّم بأن الموت حق، وأنه نهاية حتمية لكل حيّ، لكننا يجب أن نحاول قدر الإمكان البحث عن أسبابه ووسائل السلامة للحفاظ على أرواحنا حتى لا نفجع أهلنا وكل محبينا، ويجب علينا أن نبتعد عن كل أسباب الهلاك قدر الإمكان، والإنسان مُطالب أن يحافظ على حياته.
لهذا فإنه من باب التناصح، ومن خلال التجارب التي مرت، والأحداث التي وقعت، يجب علينا أن نأخد الحيطة، ونتوّخى الحذر، وأن لا نتعامل مع أي شي غريب هكذا دون معرفة، وأن نطلع الجهات المعنية فهي الكفيلة بأن تتعامل مع مثل هذه الأمور بالكيفية التي تراها سليمة وصحيحة، فذلك أفضل وأسلم.
وإنني ومن هذا المنبر أُناشد الجهات الأمنية المختصة أن تبذل جهدها، وتعمل بشكل عام على تمشيط المناطق التي يتوقع وجود مثل هذه الأجسام فيها، وأن تعمل على تعطيل وإبطال مفعولها حتى لا نخسر المزيد، فالفرد في هذا الوطن له قيمته وخاصة الشباب الذين يعوّل عليهم في بناء الأوطان، كما أنني أُشيد بما تقوم به شرطة عمان السلطانية، وفي حادثة الأمس أهابت بالجميع إلى عدم العبث أو التعامل مع أية أجسام غريبة يشتبه بها، وضرورة الإبلاغ الفوري عنها لدى أقرب مركز للشرطة أو الاتصال بمركز عمليات الشرطة على الرقم( ٩٩٩٩)، ولهذا أيضاً يجب التعاون معها فكل ذلك يعود لمصلحتنا وسلامتنا.
حفظنا الله تعالى وإياكم من كل مكروه، وحفظ لنا وطننا الغالي سلطنه عمان، وبارك الله تعالى في عمر مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.