مسؤولية الوالدين
مروان الشبيبي
مما لا شك فيه ولا ريب أنّ لكل عصرٍ من العصور ظروفًا وأحوالًا ومعطياتٍ تميزه عن غيره ، فله ما له ، وعليه ما عليه. ولكنَّ عصرنا هذا فيه تحديات جِسَام أمام المربين وبالأخص تجاه الوالدين ، والأسباب كثيرة .
كانت التربية في وقت ليس ببعيد سهلة كون أفراد المجتمع كلِّهم مُربين وفي محيط واحد ، وعلى يدٍ واحدة ، بينما في هذا الوقت المُعَاصر ، نجد أن المحيط الموجود في جيل من سبقنا مُفتَقَد في جيلنا بسبب انفراد كل أسرة غالباً ببيتٍ مستقل ، الأمر الذي أدى إلى انخفاض التواصل نوعًا ما ( إضافة إلى الأجهزة الإلكترونية التي يطول المقام في ذكر مناقبها ومضارها ) بين الأسر نفسها، وبين أبناء الأسر بعضها ببعض ، فَرَكَنَ هؤلاءِ الأبناء إلى العالم الافتراضي
وهذا يَجُرُّنا إلى أكبر تحدٍ وهو انكماش الكرة الأرضية وتحولها إلى قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال الحديثة.
بهذا أصبح على الوالدين عبءٌ كبير أكثر من أي وقت مضى في تربية الأبناء وتوجيههمُ التوجيه الأمثل فصار لا بد وأن يطّلع الوالدانِ على أساليب التربية الحديثة ويتعرفَا على جديدِ هذا العصر من مبدأ “علمت الشر لا للشر ولكن لتوقيه” مع الوضع في عين الاعتبار أن الفترة المبكرة من عمر الطفل هي فترة غرس الأخلاق والمبادئ الإسلامية النبيلة وأن القدوة ( أي الوالدين) يجب أن لا يتنازلوا عن المبادئ والأخلاق فإن هم تنازلوا فحري بالأبناء أن لا يأتمروا بهم.
إذن ، الفترة المبكرة من العمر هي فترة حساسة يجب أن يتهيأ لها الوالدان التهيئة الأمثل من اطلاع على أساليب التربية الحديثة ، ومن إدارك للواقع المعيش ومن امتطاء جواد الأخلاق وعدم السماح للنفس عن النزول عن هذا الجواد السمح ، وكذلك أهم المهمات وهو تلقين الطفل القرآن الكريم مهما كان عمره صغيراً فروح الطفل يجب أن تشبع بحب القرآن لأنه هو المقوم الأول للسلوك بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” علموا أولادكم القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو”.
وهناك مؤثرات جذرية تجري على العملية التربوية داخل الأسرة ومن هذه المؤثرات حالة الزوجين من انسجام وعلم ، وهنا تظهر ثمار اختيار الزوجة الصالحة لأن غالب التربية تقع على كاهل الأم ، فإن هي أحسنت تربية أبنائها فقد مدّت المجتمع بمنافعَ كثيرةٍ ، فوراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة بلا شك .