عبور المشاة حق للمشاة
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
تحدثت كثيرا في هذا الموضوع، وأعطيته جل اهتمامي راجيا أن يلقى الاهتمام من قبل الجهات المعنية، وما نشاهده من الإخوة السائقين يعكس مدى الانضباط والتعاون وإعطاء كل ذي حق حقه.
أمام ناظري رأيت ما لم أكن أتوقعه، فما أن تطأ قدمك خطوط العبور المرسومة على الطريق، والتي تعطي الحق للعبور، رأيت ما لم يكن في الحسبان، فبدلا من أن تقف السيارات لإفساح الطريق للمارة تزداد (دعسات) البنزين، وكأنه بدْء السباق (وإذا فشاربك خير طوف).
للأسف، هذا هو الواقع، لا أعلم حقيقة ماذا يدور في ذهن الإخوة السائقين، وفي إحدى المرات توقفت لعبور إحدى الأخوات ظانا أن من يأتي خلفي سيقف ويحترم حقوق تلك المرأة، وبالرغم من الإشارات التحذيرية؛ فإن السيارات من حولي انطلقت مسرعة، فما كان من المرأة إلا أن تحتمي أمام سيارتي خوفا وهلعا من الدهس، لم يكتف السائقون، وكدت أتعرض لحادث! ومن تجاوزوا الخطوط هم أيضا تدهورت سياراتهم، ولولا عناية الله لوقع حادث سيترتب على إثره خسائر كبيرة، فهل كنت مذنبا حين توقفت لإعطاء ذي الحق حقوقهم؟
هل وصل بنا الحال لعدم احترام غيرنا في الطريق؟
وهل فعلا هذا الموضوع لا يلقى أهمية لضبط المخالفين وردعهم عن مثل هذه الممارسات؟
هي رسالة أوجهها للجهات المعنية بتغليض العقوبة والتحرك سريعا لحل هذه الإشكالية، كما أوجه نصيحة للإخوة السائقين بالتأني عند الاقتراب من أماكن عبور المشاة لما يعد خطرا على أرواح الناس.
الذي يعبر الطريق يحتاج إلى الأمان، فمنهم كبار السن والأطفال ومنهم ضعيفو النظر، علينا الانتباه ومراعاة قاطعي الطرق؛ لنتجنب الحوادث المميتة بالدهس.
بحسب علمي من يزهق روحا في هذه الأماكن يعد متعمدا، ويتم محاسبته محاسبة القاتل عمدا؛ ولذلك أتمنى أن يتم اتخاذ الإجراءات في حق من يتعدى على أماكن عبور المشاة.
سلمنا الله جميعا، فلا فائدة من الندم بعد وقوع المصيبة، فكم من أسر تيتمت بسبب هذا التهور واللامبالاة، وكم من طفل وشيخ كبير أزهقت روحه بسبب عدم احترام القوانين!
أناشد بتغليض العقوبة ومراقبة هذه الأماكن بكاميرات ومخالفة كل من يتجاوزها، وللأسف بعضنا يتجاوز بسرعة جنونية، فلا يستطيع تفادي الحادث والسيطرة على السيارة.
هل نرى قريبا تحركا من الجهات المعنية بردع كل متهور لا يحترم قوانين المرور؟
وهل نرى الجهة المعنية تقوم بدورها بوضع الإشارات التحذيرية وتخطيط تلك الأماكن من جديد بعد أن عفا عليها الزمن؟