وأفَل علمٌ من أعلام سناو
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
—————————
كانت حياته جهادًا من أجل الدّين والعِلم، بدأها من مسقط رأسه مدينة سناو, ومن أحد مناراتها حلّة (المغدر) مع شيخنا الجليل -حفظه الله- الشيخ حمود بن حميد الصوافي والأستاذ يحي بن سالم المحروقي والدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي والمرحوم الشيخ عبدالله بن سلطان المحروقي، حيث تزاملنا مدةً من الزمن في مسجد التل الأحمر ومسجد خناتل، ليرحل في هدوءٍ صبيحة اليوم الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان المبارك ١٤٤٣ للهجرة، تاركاً فراغاً كبيراً لعمان بأسرها.
إنه الشيخ الدكتور صالح بن أحمد الصوافي أحد قلاع العلم الشامخة على منارات جامعة السلطان قابوس, خلال فترة من الزمن مع إنشاء الجامعة وبدء التدريس فيها، ليستمر عطاؤه سنوات طويلة من عمره، حيث خلّف مجموعةً كبيرةً من الكنوز من كتب وبرامج تسجيلية في إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان خلال ثمانينيَّات و تسعينيّات القرن الماضي وحتى وقت قريب.
رحل والأسى بادٍ على وجوه محبّيه من أهله وأقاربه وزملائه وطلابه ومتتبعي نتاجه العلمي خلال سنوات عطائه ممتدة الأفق لسنوات كثيرة، وقد توافدوا إلى مسقط رأسه (مدينة سناو) لتشييعه إلى مثواه الأخير.
رحمة الله تغشى المؤمنين، فمع مثل هذه القامات الكبيرة تتجلى مشاعر الفقد، فقد التقيتُ بالشيخ الدكتور -رحمه الله- مرّاتٍ عديدة مبتسماً سائلاً عن حالي وحال أهلي فهو ذو صلة رحِمٍ ونسب، وأبناء إخوته من رعيلي الذين نشأنا معهم إخوة في كل شيء. حيث لا نقول في هذا المقام إلا ما يرضي ربنا (إنّا لله وإنا إليه راجعون) ورحمة الله تغشاه وتغشى موتانا وموتى المسلمين.
فلقد أفَل علمٌ من أعلام الوطن.