مشاهد رمضانية
بقلم / محمد بن سالم العمري
تتزين أعمدة الشوارع وإنارة المقاهي والمحلات بفانوس رمضان، وأمام أكشاك الباعة تجده معلقا بكثرة على الأبواب، فانوس رمضان ذلك الفانوس الذي منذ كنا صغارا ونحن لا نشعر بقدوم رمضان إلا إذا اقتنينا واحدا، فهو الفانوس الرمضاني الشهير الذي ارتبط بمخيلتنا بقدوم رمضان، ونطوف به حول الفريج “الحارة”، نركض بوسط الطرق الضيقة وأزقة الشوارع الصغيرة، نحمله بأيدينا الصغيرة مشتعلا بليلة مجيء الشهر الفضيل، وكنا صبية صغارا نركض ونقول: “حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو”.
الطفولة تهتز بداخلنا بقدومه، ولكن لم نتوقف عند تلك الطفولة البريئة كثيرا، بل كبرنا ويا ليتنا لم نكبر!! لقد انسلخت معها أشياء كثيرة، بل اندثرت في وقتنا الحالي، ولكن.. هي سنة الحياة هكذا قوانينها، الصغير يكبر، والكبير يهرم، والحامل تلد، والرضيع يحبو.
في شهر رمضان ومع اقتراب العصر تشم قرب المغرب رائحة الطعام، وتشاهد تطاير الدخان من مداخن المطابخ، فتجد كل ربة منزل قد شمرت عن ساعديها لصنع الإفطار لأسرتها بدءا من الظهيرة ونهاية قبل الإفطار بقليل، وأنت في ذلك الوقت قد وصلت من التعب أشده، فتسطر ربات البيوت على المائدة قرب الإفطار بدقائق ما لذ وطاب من مشروبات ومأكولات، ولعل من أشهر المشروبات التي يكاد لا يخلو أي منزل منها وقت رمضان مشروب “الفيمتو” الذي تجده حاضرا وبقوة، ولا ننسى “التانج، واللبن، وعرق السوس”، وغيرها من المشروبات الرمضانية، وقبل كل هذا ما يتوسط عرش السفرة الرمضانية (التمر، واللبن، والماء)، وهذه الأساس في وقت الإفطار؛ حيث يبدأ بها الصائم أولا بعد يوم صيام كامل.
ومن ناحية الطعام تجد بعض المأكولات، مثل:”السمبوسة، واللقيمات (لقمة القاضي) والقيمر، والكنافة الأندلسية، والقطايف الشامية” وغير ذلك كثير.
والمسلم الصائم الصابر يؤجر على التعب والمشقة بالصوم، فالصيام هو العبادة الخالصة المبتغاة لوجه الله تعالى فقط، وهو يجزى به.
وفي رمضان تختبر قوة المسلم وصبره عن الملذات الدنيوية، والشهوانية، والملذات المستهلكة طوال النهار؛ لذا أنت في رمضان الرابح، فاجعل روحك سمحة، تفتح صفحة عفوك قطرة تسقي شجرة تجني ثمرة.
واصلوا أحبابكم ولو من بعيد، فهناك قلوب تدعو لكم سرا دائما بكل فرض.
اللهم الصبر والأجر بما فرضته علينا، ولا تحرمنا من صيام رمضان، وقيامه، وفعل الطاعات… اللهم آمين.
هنيئا لنا بك يا رمضان، فأنت تحيي نفوسنا، وتعيد لأرواحنا نبض الحياة، وكل عام وأنتم بخير، ورمضان كريم.