2024
Adsense
مقالات صحفية

يوم الضمير العالمي

أحمد بن موسي بن محمد البلوشي

يمثل اليوم العالمي للضمير أحد أهم المناسبات العالمية التي تم اعتمادها من قبل الأمم المتحدة، وبدأ الاحتفال بهذا اليوم ولأول مرة في عام 2020، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها في 25 يوليو عام 2019 قرارها أن يكون يوم 5 أبريل من كل عام هو اليوم الدولي للضمير، ويهدف هذا اليوم إلى إبراز جهود المنظمات العالمية لتعزيز التسامح والسلام في جميع بقاع الكرة الأرضية، وتوجيه أنظار البشرية إلى أهمية التعاون من أجل حل التحديات والنزاعات والصراعات التي تواجه البشر حول العالم، والتأكيد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وأهميتها في جميع المجالات المختلفة، والتوعية بما يعزز التنمية المستدامة.

ويشكل هذا اليوم وسيلة حقيقية لجميع دول الأعضاء بالأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني والخاص لتعزيز مفهوم السلام والتسامح والتفاهم والتضامن من أجل بناء عالم مستدام قوامه السلام والتضامن والوئام بين أفراد المجتمع، وقد جاءت المادة الأولى من الإعلان لتعكس أهداف هذا اليوم، والتي نصت على: “يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء”.

يعرَّف الضمير بأنه: “مشاعر في نُفوس البشرية جمعاء، تهتدي إلى مبادئ الأخلاق بعفوية وتِلقائية، وتقف إلى جانب المظلومين أو المستضعَفين”، ويتشكل الضمير عند الإنسان من خلال النشأة والتربية والوازع الديني والمبادئ والقيم الموجودة على مدار التاريخ البشري، ويمكن لهذه القيم أن تتشكل، ويتأثر بها الضمير من خلال البيئة التي يعيشها الفرد؛ سواء كانت هذه البيئة ثقافية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية.

وتسعى الكثير من الدول والمنظمات لزرع ثقافة السلام بين شعوب العالم، ويعدّ اليوم العالمي للضمير أحد الأدوات والطرق لنشر هذه الثقافة، وتعرف الأمم المتحدة السلام بأنه” مجموع القيم والمواقف والتصرفات وطرق الحياة التي تنبذ العنف وتتدارك النزاعات قبل حصولها، فتعالج أصولها بالحوار والتفاوض بين الأفراد والجماعات والدول”؛ وعليه تعدّ هذه الثقافة من ضمن القوى المؤثرة والحقيقية لتجسيد احترام البشر لبعضهم بعضا، وهي حاجة مهمة وضرورية قبل أن تكون التزاماً داخلياً بين أفراد المجتمع وجماعاته أو عالمياً بين مختلف شعوبه، ويدور الحديث في العقد الأخير وبصورة كبيرة حول ثقافة السلام التي برزت بكونها وسيلة مروجة لنشر التضامن والتسامح والاحترام بين الأمم؛ بل أصبحت من المذاهب المتعارف عليها والمعتمدة لدى الكثير من المنظمات، ومن ضمنها الأمم المتحدة واليونسكو.

لذلك يجب أن يعمل العالم بأسره من دول ومنظمات وجمعيات وأفراد لتحقيق ثقافة السلام وإحياء الضمير الإنساني لتحقيق العدالة والنزاهة والمساواة بين الجميع وضمان الحقوق؛ لأن الضمير الإنساني هو أساس الإنسان، والذي يميزه عن باقي الكائنات الحية، والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي والاعتداد بالعادات والقيم والتقاليد الصحيحة كفيل بأن يبقى الضمير البشري نابضًا بالحب والمودة والسلام.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights