صندوق زمالة موظفي وزارة الصحة يستحق كل إشادة وتقدير
حمود الحارثي
تعود بي الذاكرة لعام ٢٠١٤م حيث كان أول لقاء لي بأحد الزملاء الأعزاء على قلبي إن جاز لي الوصف ولم تجانبني دقة التعبير، دعاني خلاله للانضمام لمجموعة واتساب جمعتني ببعض الزملاء الذين بالكاد أعرف أسماء بعضهم في ذلك الحين ولم ألتقِ بهم.
لتصلني بعدها دعوة لحضور تجمُّع أخويّ لتناول وجبة إفطار في شهر رمضان، نظّمه صندوق الزمالة لموظفي وزارة الصحة، احتضنته قاعة النور بمدينة السلطان قابوس وهي في أحد أحياء مسقط العامرة بحضور صفوة من أعضاء الصندوق وموظفي وقيادات الإدارة العليا بوزارة الصحة الموقرة.
حيث كان لاستقبالي بتلك الحفاوة من زملاء أفاضل لم يجمعني بهم سوى مجموعة واتساب يُنبئ بعلاقة وارتباط طويل المدى وهذا ما كان ولله الحمد والمنّة على ما أسدى وأنعم.
انتهى ذلك اللقاء سريعاً ليبدأ الحديث عن تجمّع أخويّ آخر احتضنته (مزرعة الحسنات) بولاية بركاء، وهي منتزه سياحي لأحد الزملاء، ولذلك التجمّع ألف حكاية تُروى بماء الورد.
لتتوالى اللقاءات الأخوية بين المحافظات، والتي احتضنتها محافظة شمال الشرقية في نسختها الثانية (تجمُّع وادي بني خالد) ليأتي بعدها تجمع محافظة البريمي بين (البريمي ومحضه)، ثم محافظة الداخلية بين (نزوى وبهلا) ثم محافظة شمال الشرقية من جديد بين جنبات (قرية المضيرب التاريخية ورمال الجوفا بقرية عز) بولاية القابل.
وبين هذا وذاك لقاءات مستمرة كان (لمزرعة الحسنات) نصيب الأسد منها تقاسمتها مع (خبة القعدان) بولاية بركاء قسمة عادلة.
تخللتها لقاءات الإفطار في شهر رمضان من كلّ عام على امتداد ثمانية أعوام.
وقد تشرفتُ خلال سنوات من عُمر الصندوق لأكون أحد أعضاء مجلس إدارته في دورتها الثانية، كما كان لي تشريف آخر من خلال قيادة فريق المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة شمال الشرقية بصحبة زملاء العمل بالمحافظة تمثلتْ بمشاركة المحافظة ببطولة الزمالة في نسختين متتاليتين حصد خلالهما فريق صحية شمال الشرقية المركز الأول في بطولتَي (كرة الطائرة، وتنس الطاولة) لعامين على التوالي.
كما لا أنسى في هذه المناسبة تلك الرحلة التي قمنا بها بصحبة أعضاء الصندوق للمملكة العربية السعودية الشقيقة لأداء مناسك العمرة بمكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة فكانت لنا نِعم الوجهة وخير المقصد.
وما صاحبها من أحداث وذكريات في طريق الرحلة المباركة ولله الحمد والشكر على توفيقه.
كما أن لرحلة محافظة ظفار في فصل الخريف برفقة زملاء لهم في القلب مساحات خضراء من الودّ والاحترام ذكرى خالدة، كيف لا وقد كان من مساءاتها انطلاق الفكرة الخيالية لأحد أعضاء مجلس إدارة الصندوق التي رمت سهم تحطيم الرقم القياسي العالمي ودخول الوزارة الموقّرة ممثلةً بصندوق زمالة موظفي وزارة الصحة لموسوعة جينس عبر مبادرة: (شموع العلم ) والتي تكللت بفضل الله أولاً وبجهود المخلصين من إدارة وأعضاء الصندوق وكافة المتطوعين المشاركين في هذا الإنجاز الوطني بالنجاح والتوفيق التامّ.
ليستمر الإبداع مع مبادرة أخرى محمولة على اسباب نجاح سابقتها والتي تمثلت في أكبر (حملة للتبرع بالدم) على مستوى سلطنة عمان والعالم، تكللتْ بتحطيم رقم قياسيّ عالميّ آخر والدخول لموسوعة جينس للمرة الثانية في تاريخ وزارة الصحة.
حيث لم يتحقق الإنجازان العالميان بلا شكّ من فراغ بل جاءا محمولين على أسبابٍ من الجهد المخلص والتخطيط السليم الذي بذله أعضاء مجلس إدارة الصندوق واللجنة المنظمة مدعوميت من الإدارة العليا بوزارة الصحة.
وإنه لمن حُسن الطالع أن يأتي هذا المقال و نحن نحتفي خلال هذه الأيام المباركة باختتام البطولة الرياضية لصندوق زمالة موظفي وزارة الصحة الموقرة في نسختها الثامنة مكلّلة ولله الحمد والشكر بالنجاح التام.
ويقيني أكيد بأنه ما زال هناك متّسعٌ من الأفكار ومزيدٌ من الإنجازات لم ترَ النور بعد، وبأن القادم أجمل، وما هذا وذاك إلا قراءة لمدى روح العمل الجماعي، المُحبة للعطاء والعمل التطوعي، الذي يؤكده لنا مجلس إدارة وأعضاء هذا الصندوق في كل محفل يوماً بعد يوم، مدركاً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
وتأكيداً لما أسلفته في مقال سابق جاء فيه اعتقادي بأنه ليس حقيقاً أن تطلق مبادرة كافية وصفها نموذجاً،
بل أن تستمر هذه المبادرة لأكثر من ( ٨ ) نسخ وتنفّذ بذات الهمّة والنشاط على مدار ( ٨ ) أعوام متتالية وقد صاحبَها كلّ هذا العمل و التنوع في الأفكار والتطوير لَجدير بها أن تكون نموذجاً تستحق الدعم والإشادة والتقدير وللقائمين عليها كما هو الحال بمبادرات (صندوق الزمالة لموظفي وزارة الصحة الموقرة)
اعتذار:
لم أتمكن من اختزال أسماء أبطال هذه القصة في هذا المقال المتواضع يقيناً بمكانتهم العظيمة في نفوسنا التي لا يوفيها الوصف حقها من الودّ والتقدير سائلاً الله العليّ القدير أن تحلّ كلمات المقال في قلوبهم محلّ الرضا والقبول، فمنهم ما زال على رأس العمل ومنهم من تمت إحالته للتقاعد.
وعزائي الوحيد في وصفكم: (بأنكم كالعطور التي لا يضاهيها عطر ولو اعتصَرَتْ فرنسا في قنّينةِ عطر)
همسة:
قديماً كان النوم سهلاً بمجرد أن ينطفِئ الضوء فيحضر النوم ، أما الآن فكلما أطفأنا الأنوار لكي ننام أوقدَ التفكير شموعه حتى الصباح، ولا أحسبهم إلا كذلك فهم قناديل الليل، وهم المتوقدون كشروق الشمس لينثروا في كل الصباحات الضياء.