شكوى بلا جدوى
حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة
بُحّت أصواتنا، وجفت أقلامنا، ولا من يجيب أو يسمع شكوانا، كم طالبنا وكم تحدثنا وكتبنا، ولكن لا حياة لمن تنادي!
الكلاب السائبة تسرح وتمرح بين الأحياء السكنية، تُركت لتؤذي السكان وترعب الجميع، نخشى على أطفالنا منها، وما نخشاه قد حدث، فكم من طفل تعرض لهجومها وتأذى بسببها!
من المسؤول عن انتشارها وتكاثرها حتى أصبحت أكثر من عدد السكان؟
نسمع نباحها وكأنها لا تخشى الاقتراب والهجوم على البشر، نغلق الأبواب ليل نهار؛ خوفاً من دخولها للمنازل.
هي لا تخشى الناس؛ فقد اعتادت على الوجود بالقرب من المنازل والمحلات التجارية، تجوب الشوارع والأزقة، وتستجم فوق المزروعات، وتستظل بالأشجار.
حتى أصبحت تطارد المارة، وكأنها فرضت الاحتلال وحظر التجوال، لا نستطيع المرور مشياً أحياناً؛ خوفاً من تحرشها بنا، أصبحت خطورتها واضحة للعيان ووجودها لا يحتمل.
من هنا نطالب بإيجاد حلٍّ جذري للتخلص منها بالطرق الصحيحة، فبعضنا يخشى من جمعيات حقوق الحيوان، ونحن نطالب بحقوقنا بوصفنا بشرا، فأين حقوقنا والتحرك لحمايتنا منها؟
نتحدث ويجيبون علينا بأن هناك جمعيات حقوق الحيوان، وستتدخل ما أن نقوم بالقضاء عليها، إذن، لا بدّ من أن تتدخل هذه الجمعيات، وتقوم بالقضاء علينا نحن ما دامت لها جمعيات تحميها وتهتم بحقوقها.
كم من قصص رويت لنا عن خطورتها وقيامها بمهاجمة الأطفال وتمزيق أجسادهم، وكم خلّفت تلك الكلاب من مآسٍ!
نقول: كفى، أمَا آن الآوان لتتدخل جمعيات حقوق الإنسان، وتقوم بالدفاع عنه، وتضع حداً لهذه المأساة والمعاناة، ومتى نتخلص من هذا القلق الذي أصبح يؤرق الجميع؟
لماذا لا تقوم الجهات المعنية بعمل ملاجئ لهذه الكلاب والقبض عليها ووضعها في أماكن بعيدة عن المدن والأحياء السكنية ما دام القضاء عليها يتسبب في تدخل جمعيات حقوق الحيوان؟
ألا توجد حلول؟ وهل سننتظر وقوع المصائب وفقدان الأرواح؟
ألا توجد أفكار للتخلص منها بدلاً من قتلها والقضاء عليها؟
وهل ستُترك تصول وتجول وتهدد السكان بلا مبالاة؟
هل يُسمح لنا بالتدخل والقضاء عليها والدفاع عن أنفسنا، أو أنه سيتم وضعنا في قفص الاتهام، ويتم مقاضاتنا بسبب ذلك؟
فالكلاب تهددنا وتستعمر أرضنا أمام مرأى الجميع ومسمعه فإلى متى؟