2024
Adsense
مقالات صحفية

الحرب الأهلية العمانية (( ١٧١٩م – ١٧٤٤م ))

أحمد بن علي المقبالي

الجزء الأربعون:
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الأوضاع الداخلية لعمان بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف الأول اليعربي عام ١٧١٩م.

– عام ١٧١٩م توفي الإمام سلطان بن سيف الأول اليعربي، وهو آخر أئمة اليعاربة الأقوياء، وبعد وفاته ظهر تياران في المجتمع العماني وهما:

١- شيوخ القبائل وبعض العلماء، رشحوا للإمامة ابن الإمام الراحل البكر سيف وهو في الثانية عشرة من عمره.

٢- أغلبية العلماء رشحوا مهنا بن سيف اليعربي؛ كون ابن الإمام ما يزال صبياً وإمامته لا تجوز.

– أصرّ الفريق الأول على رأيه، ويبدو أن الغالبية كانت لصالح هذا الفريق، وحدثت اشتباكات بين الفريقين أدت إلى وقوع بعض الجرحى.

– خشي العلماء من العواقب الوخيمة التي سوف تترتب على إصرارهم اختيار مهنا بن سيف، من قتال وخلاف وانقسام في المجتمع العماني؛ ولتجنب وقوع الفتنة خرج القاضي عدي بن سليمان أمام الجمهور المحتشد، وأعلن بأن هذا سيف أَمامَكم بفتح الهمزة أي أن سيف قدامكم.

– قام العلماء بمبايعة مهنا بن سيف بالإمامة، ولكن بشكل سري، وخلعوا إمامة سيف وذلك في مارس عام ١٧١٩م.

– بذلك أصبح في عمان إمامان وهما:

أ- سيف بن سلطان بن سيف الأول، مرشح القبائل العمانية ويقيم في مدينة الرستاق.

ب- مهنا بن سيف مرشح العلماء، ويقيم في مدينة نزوى.

– اعتبرت القبائل ما أقدم عليه العلماء مخالفاً لما اجتمعت عليه الأمة العمانية، وعارضوا بقوة السلاح انتخاب مهنا للإمامة وخلع سيف منها؛ فقام أنصار سيف باستدعاء أحد أقربائه واسمه يعرب بن بلعرب بن سلطان الأول ليتزعم الثورة ويعيد لسيف إمامته، وحدثت مواجهات بين الطرفين انتهت بمقتل مهنا الذي بايعه أغلبية العلماء بالإمامة.

– عام ١٧٢٠م أعيد انتخاب سيف إماماً للمرة الثانية، وفي عام ١٧٢٢م تم تعيين يعرب بن بلعرب وصياً على الإمام، وفي مارس من العام نفسه قام الوصي بخلع سيف وتولى الإمامة بنفسه بتأييد من القاضي عدي بن سليمان.

– عارضت القبائل في الرستاق وغيرها ما قام به الوصي؛ ولذلك تم استدعاء خال الإمام سيف “بلعرب بن ناصر” لإعادة الإمامة لسيف، وقد حدثت مواجهات عنيفة بين الطرفين أدت إلى تنازل يعرب بن بلعرب عن الإمامة.

– عام ١٧٢٣م تم إعادة انتخاب سيف بن سلطان بن سيف الأول اليعربي إمامًا على عمان، وذلك للمرة الثالثة، كما تم تعيين بلعرب بن ناصر وصياً على الإمامة.

– قدم الشيخ محمد بن ناصر الغافري لتهنئة الوصي بتنصيبه بالوصاية على الإمام وكذلك لتهنئة سيف لإعادة انتخابه، ولكنه لم يلقَ الاستقبال الكافي الذي يليق به كرئيس لقبيلة بني غافر الكبيرة، وكذلك ممثل لعموم القبائل النزارية.

– اعتبر الشيخ محمد بن ناصر الغافري هذا الإجراء إهانة له ولقبيلته ولجميع القبائل النزارية؛ لذلك رجع على عجل إلى مدينة بهلا وأخذ يشكل جبهة معارضة للوصي.

– نتيجة هذا الخلاف انقسمت القبائل العمانية إلى فريق غافري وفريق هناوي، وهو ما جلب على عمان مصائب لا حصر لها، وحدثت مواجهات عنيفة بين معسكر الشيخ محمد ومعسكر الوصي أدت جميعها إلى تلقّي جيش الوصي هزائم منكره.

– عام ١٧٢٣م زحف جيش الشيخ محمد بن ناصر الغافري على الرستاق ودخلها بسهوله، وتم إلقاء القبض على الإمام سيف ووصيه بلعرب بن ناصر، وزج ببلعرب في السجن مباشرة.

– أعلن الشيخ محمد بن ناصر الغافري نفسه وصياً على الإمام في اجتماع لأنصاره بمدينة نزوى، وبعد مداولات ومشاورات قام المجتمعون بمبايعته بالإمامة بدلاً عن سيف، وذلك في عام ١٧٢٤م.

– استطاع الإمام الجديد القضاء على جميع الحركات المعارضة له في بركة الموز أو وسط وجنوب عمان (وسمائل)، كما قام بمحاولة السيطرة كذلك على المناطق الساحلية.

– عام ١٧٢٨م تحرك الإمام محمد بن ناصر الغافري زعيم المعسكر الغافري إلى صحار بجيش مكون من ١٥٠٠٠ ألف رجل من قبائل الغافرية (( من أبو ظبي وحتى أقصى الأراضي العمانية ممن ينتمون إلى هذا المعسكر ))، وتمكنت قواته من اجتياح المدينة، ولكن القلعة صمدت بمن فيها من المعسكر الهناوي.

– تحرك الشيخ خلف بن مبارك الهنائي زعيم المعسكر الهناوي من مسقط لنجدت حلفائه في حصن صحار، ووقعت معركة شديدة بين المعسكرين حول أسوار مدينة صحار، انتهت بمقتل زعيمَي المعسكرين وذلك في مارس عام ١٧٢٨م.

– بعد مقتل زعيمي المعسكرين الغافري والهناوي إثر معركة صحار؛ أصبحت الفرصة سانحة لاستعادة سيف للإمامة، فتوجه إلى الرستاق بعد أن سيطر عليها أنصاره، ومكث فيها بعض الوقت لتثبيت سلطته.

– توجه سيف إلى مدينة نزوى وتم الاتفاق بينه وبين القاضي ناصر بن سليمان على إعادة انتخابه إماماً على عمان بعد أن بلغ سن الرشد ولا يحتاج لوصي، وفي عام ١٧٢٨م تم إعلان سيف إماماً على جميع الأراضي العمانية وذلك للمرة الرابعة.

– عام ١٧٢٨م استطاع البرتغاليون السيطرة على ممباسا وزنجبار مستغلين الأوضاع المؤسفة في عمان.

– عام ١٧٣٠م وبعد أن استقرت الأوضاع في عمان استطاع الأسطول العماني بقيادة محمد بن سعيد المعموري إعادة السيطرة على ممباسا وزنجبار للسيادة العمانية.

– عام ١٧٣٣م قام عددٌ من العلماء في منطقة الظاهرة بانتخاب ابن عم سيف بلعرب بن حمير إماماً بدل سيف؛ فسيطرت قوات بلعرب على نزوى وبلاد سيت وجبرين.

– تحالف الإمام سيف مع المعسكر الهناوي، وتحالف بلعرب مع المعسكر الغافري، وهكذا عاد تحزب المجتمع العماني من جديد إلى معسكرين متضادين.

– قامت قوات بلعرب بالسيطرة على معظم الأجزاء الداخلية من عمان، كما سيطر الموالون للإمام سيف على المناطق الساحلية والرستاق ونخل والشرقية.

– التقت قوات الطرفين في معركة حاسمة بمنطقة الجوف حسمت لصالح قوات بلعرب الذي حقق نصراً حاسماً وقضى على معظم قوات الإمام سيف.

– أخذ الإمام يبحث عن رجل قوي يعينه في هذا الوضع، فدلّه خاصّته على أحمد بن سعيد البوسعيدي فعينه والياً على صحار، وذلك في عام ١٧٣٧م.

في المقال القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن الأحداث التي أدت لتولي نادر شاه الحكم في بلاد فارس لما له من ارتباط مباشر على قادم الأحداث في عمان.

المصدر: –
– عمان وسياسة نادر شاه التوسعية.

المؤلف: –
عدنان الزبيدي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights