تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

خبايا الأمنيات

مياء الصوافية

نغرس بذرة الأحلام في ثرى الأرض تُقلِّبُها أيادي الطموح،  فتسير بها نحو آفاق السمو مطاولة هام التحدي .. لا تسمح للأقياد أن تبقيها في أرضها إلا أصلا تشحذ منه موقد هممها، وما بقى من هذه القيود تحيلها إلى رماد؛ بوهج  أملها، وبإمدادات  عزيمتها التي تملأ ثوب روحها تستمد قوتها من رباطة تحديها، وتطلعها نحو ما سيكون بوحي ما كان على بساط سليماني المعجزات .
تتباطأ الأمنية في عقبات مسيرها ومسرح تحقيقها لكن هذه العقبات ما هي إلا سلم درجات تسير بالأمنية نحو كنه ذاتها بعد ما تطهرها من عوائق لا تمضي بها نحو حقيقتها،
هذه العوائق التي ربما البعض تجعله لا يمضي بعدة قلبه، وصورة خط فوزه، ورسم نشوة ظفره لكنه لو ركَّز محور فكره ما هي إلا عوائق تدعوه إلى أن يصلح اعوجاج سبل الأمنية لتكون أمنية كما نشدها، وسعى لتهذيبها، وترتيبها على معازف كوامن الأمل المنشود.
إن تواصل زناد الجد على حبل العمل، يجعل كفوف  الأماني تضىء المنى المستقبلية، وما هي إلا هنيهة قصيرة حتى نراها وهي محققه يزدان بها الواقع؛ فالأماني تتحقق  بالعمل السابر، والهمة المتوقدة التي لا تستسلم للعقبات المقيدة ولا تأخذ بأساسها الزوابع المسيطرة  .
إنْ تراجع الظفر بأمنيتك، وبدأت لك مبهمة الوضوح متعثرة الرؤى في حضن ما تبقى من شعاع منها في قلبك الآمل، وأصابتك حينها الحيرة ما بين مواصلة الطريق فيها أو التراجع عنها كمهزوم كسير الفؤاد، فعليك حينها أن لا تقف بل أنْ تواصل؛ فربما ذاتك المتمنية في شيء آخر في أمنية مخبأة، في أمنيتك التي غامرت لأجلها لم تسر إليها خاصة، وإنما قادتك إليها أمنيتك الأولى، و مستقبلك المنشود هناك في هذا الشيء غير المتوقع.
إن الأماني ينعكس أحيانا مدارها، ومعناها في معانٍّ معاكسة لها، وفي مدارات تختلف عن منطلقها؛ فهي قد تكون أمنية علمية لكن تتحقق معها وبدونها أماني اجتماعية لم تنتبه لها منذ البداية، أو تكون علمية تتحول إلى عملية، أو أنشطة مزاولة يومية تقودك إلى أمنية عملية، أو موهبة غير مدرك أهميتك فيها تقودك إلى أمنية علمية أو عملية لم تسع إليها من قبل، وقس على ذلك الكثير .
كذلك تتغير الأمنيات أحيانا بالنفوس التي صاغتها فتارة تبدأ بها روح طموحة لكنها قد لا تواصل المسير معها، فتأتي من بعدها روح أخرى تشابهها وتحاكيها، وتواصل غزل ما نسجته الروح الأولى في أمنيتها.
إن الأماني تبني الأوطان، وتقودها إلى التغيير؛ إن كانت تستظل بأفياء الأصالة، وتتوهج بضياء الشمس المتجدد، فعليك ألا تكسل إن كانت لديك فكرة أمنية؛ فالفكرة الخاملة التي تعيش في مخيلتك دون أن تنبش تربها وتسقيها بماء تأملاتك تظل محبوسة الخاطر لا أهمية لها، ارسل لأمنيتك إضاءات النور، وخذ بيديها للجلوس على كرسي الواقع فهي- بلا شك –  ستساعد في  بناء الأوطان  والسير به نحو ما هو جديد وأصيل.
وهذا مصداقا لقوله تعالى “٠٠٠لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا”( الطلاق /١)، فكل الأماني التي تدور  دائرتها في واقع الإنسان ومنبثقها الفطرة السوية ما هي إلا توجيهات ربانية غرس الله قناعاتها في فكر الإنسان السوي وهداه لطريقها؛ فعليه أن  يرضى بكل  ما يأتي منها ويخرج عنها وبما تنتهي إليه، وإن بدأت على غير مبتغاه إلا أنها في نطاق صالحه.
هذه هي رسالتي لطلبة الثاني عشر قبل ظهور نتائجهم إن لم يحققوا أمانيهم في النسب العالية والدرجات المنشودة  بعد جدهم واجتهادهم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights