الطفل ريان منا وإلينا لأمة آمنت بالله ورسوله
يعقوب بن حميد المقبالي
الطفل ريان قضى نحبه بسبب أن كتب الله له أن يسقط في ذلك البئر، ويلفت الأنفس بجميع صنوفها من الخبراء والمراقبين والإعلاميين والكتاب والمتابعين، ولكن مشيئة الله تعالى لا بد منها، هنا نسأل الله تعالى أن يصبر والديه، وأن يكون طيرًا من طيور الجنة بإذن الله تعالى.
وليس من الغريب أن نرى تكاتف الدول والأفراد من القريب والبعيد لهذا الطفل، ولكن ما يجرح قلوبنا أن هناك المئات بل الآلاف من الأطفال في فلسطين يسقطون تحت جبروت الاحتلال الصهيوني ولا نرى أي حركة من الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، لوقف نزيف هؤلاء الأطفال الذين يعوّل عليهم أن يكونوا أمناء للقدس الشريف خلفًا لآبائهم وإخوانهم وأقربائهم؛ ليتسلموا منهم تلك الراية الشريفة.
كما أن هناك في اليمن السعيد أطفالاً يموتون ، ولا نرى من يقول: “اوقفوا الحرب فهناك أطفالا أبرياء لا ذنب لهم إلا أن يكونوا ضحايا زماننا هذا”.
أضف إلى ذلك أن هناك أطفالا في شتى ربوع العالم يموتون جوعاً وبرداً وحراً تقطعت بهم الأسباب وأحداثًا لا توصف مما ينطبق عليها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، اختلط الحابل بالنابل، تُصرف المعونات وتكثر الاجتهادات في مواضيع لا علاقة لها بالأطفال، هنا اختل ميزان الإنسانية وتمشي مع برمجة غيرها وأفكاره.
فكم تمنينا أن تجتمع الدول العربية والإسلامية لإنقاذ الطفل الفلسطيني والطفل اليمني والأطفال عامة لإنقاذهم من نيران الحروب، وتقف صفاً واحداً أمام من يتسبب في قتل الأطفال وإيذائهم أينما كانوا؛ حتى يعم السلم والسلام والعيش الرغيد في الدول، وتنعدم الكراهية والحقد في النفوس الإنسانية.
سلامٌ عليك أيتها القومية العربية إن لم ترحموا أطفالكم. نعم، هنا نطالب أن نجعل أطفال العالم يعيشون في ظل مجتمع تسوده المودة والتراحم والتآلف؛ حتى يستطيع هولاء الأطفال أن ينهضوا ويقوموا بأدوارهم في الحياة، وأن نزرع فيهم حب التقارب والوئام؛ ليعيشوا عيشة السعداء، متربعين في أوطانهم وهم في أمل أن يزرعوا الابتسامة بقدراتهم التي يبوحون بها.
من هنا علينا جميعًا أن نتقي الله تعالى في زهرة أنفسنا؛ فالمسؤولية مشتركة وعظيمة، والأمانة كبيرة أمام الله تعالى، فماذا سيقول من تسبب في قتل الأطفال أينما كانوا؟!