مقال : شيء تعلمته
علياء العامرية
مكانٌ مزدحم، مُزعج، و مؤلمٌ في الوقت ذاته مكانٌ لا يعرفُ الابتسام و لكنهُ مُبدع في التجهم .
بُكاء مِن هُنا وهُناك ، أصوات سيارات الإسعاف، و بُكاء الأطفال الذي يُقطِعُ أشلاء روحي قبل أَن يصل إلى أُذني و لكن بالرُغم مِن كُلِ هذا إلا أنني أتعلم ، أتعلمُ مِن صرخة طِفل ، من أنين رجل ، من حزن إمرأة ، من تهدئة طبيبة من تربيتة على كتف .
كُل شيء في هذا المكان المُزدحم يُعلمني درسا في الصبرِ و الكِفاح والتمسك بالحياة .
تعلمتُ أَننا بحاجة إلى الصِحة و أنها أثمن كنزٍ في هذا الوجود .
أصواتٌ تتدفقُ إِلى أُذني لتزعجها و تتدفقُ إِلى روحي لتُعلمها.
تعلمتُ درسا عظيما مِن رَجُلٍ عظيم ، أسمع صوتهُ مِن بعيد ، يُكابِدُ الألم مُنذُ سنوات كُلما توجع استغفر بأعلى صوته عَلّ الاستغفار يمحو ألمه عل الاستغفار يُحارِبُ وجعه.
تعجبتُ مِن صبره، تعجبتُ مِن تمسكه العميق بالله وذلك الطِفلُ العظيم بالرغمِ مِن آلامهِ العَميقة إلا أنهُ يرسمُ بحبٍ وشغف مُتناسيا كُل شيءٍ حوله فالرسم متنفسهُ الوحيد الذي يُخرجهُ مِن غياهِب الأحزان.
إنهم أقوياء لا يُضعِفُهم المرض و لا يمنعهم عَن تحقيقِ آمالهم و لا يُثنيهم عن عزمهم فالمرض ليس عائقا إلا أمام الضُعفاء.