ناس بتتفرج، وناس بتجمع فلوس
أحمد بن موسى البلوشي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بالكثير من الحسابات ذات العدد الكبير من المتابعين، وللأسف الكثير منهم يعتبرون أنفسهم من المؤثرين والمشاهير، وإن كان المحتوى الذي يقدمونه لا يساوي شيئا، والكثير منا يُلقي باللوم على هؤلاء المشاهير وعلى محتواهم السطحي ومضمونهم الذي لا فائدة منه، والأخبار التي يتداولونها، وهنا نقطة مهمة لا بد أن نعيها جميعًا ونؤمن بها وهي بأن لكل زمان موضة معينة وأسلوب حياة يتناسب مع البعض ولا يتناسب مع الآخرين، فشبكات التواصل الاجتماعي تمثل أهم المحطات التي يتوقف الناس أمامها اليوم، وأن غالبية جمهور هذه الوسائل هم من الشباب، وإذا نظرنا لمحتوى هذه الفئة من الناس ستجد بأن هذا هو نتاج عقلهم وفكرهم، فلا يمكن أن تقارن طبيب ومهندس وعالم كيميائي بهؤلاء، وهذا ليس انتقاصًا منهم؛ بل هي الحقيقة التي يعرفها الجميع، فالبعض منهم يعتبر هذا العمل الذي يقوم به مصدر دخل له وتكوين حياته، فالهدف الأساسي من كل هذا هو البحث عن المال والشهرة. ويجب على المتابعين والمتلقين أن يكونوا على دراية كاملة بأن لا ننجر خلف كل إعلان من إعلاناتهم ونسرع لشراء وتجربه منتج معين، ونصدق كل ما يتداولونه من قصص وأخبار.
كسب الشهرة والمال حق لكل شخص يعيش في هذا العالم، بشرط أن يكون المحتوى الذي يعرضه ويقدمه للجمهور مناسب ومفيد، وأخص هنا مشاهير الوطن الذي نعيش عليه، لا تدع الشهرة والمال تجردك من قيمك ومعتقداتك، وكن على يقين بأنه عندما يكون محتواك مخالفًا للقيم والأعراف، محتوى يتداول أخبار ليست صحيحة ومعلومات مغلوطة ستجد أغلب من يتابعونك ينظرون لك نظرة أقل مما تستحق وإن جاملك البعض في الردود عليك، تأكد بأن الكلام الذي يقال عنك في الجلسات وحلقات النقاش أغلبه لا يرضيك إن سمعته، فلماذا تجبرهم بأن يتحدثوا عنك مقابل تصرفات وأفعال لا تليق بك ولا بأسرتك ولا بمجتمعك؟ يمكنك أن تجمع المال وترضي المتابعين من خلال ما تقدم ما هو مفيد لهم وضمن حدود القيم والمبادئ، ونحن لسنا ضد هذه الفئة من الناس؛ ولكننا ضد بعض التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة والمحتوى الذي غالبا ما يخالف للكثير من المبادئ والقيم بالمجتمع، فإن كنت تبحث عن المال فابحثْ بطريقة تليق بك وبالمجتمع الذي تعيش فيه.
أما أنت عزيزي المتلقي فدورك كبير في أن تتمعن في كل ما يتم عرضه من أخبار ومعلومات وترويج للمنتجات، فيجب عليك ألا تنجر خلف أي محتوى وتتفاعل معه وتساعد على نشره، يمكنك أن تنشر ما هو مفيد، وتتجاهل الكثير من الغث الذي لا يسمن ولا يغني. فأنت عزيزي الشاب لست طفلًا تجهل مضامين هذه المحتويات وتنجرف خلفها، ولا يجدر بك أن تصدق كل الأخبار التي يتداولها هؤلاء المشاهير، وكل الإعلانات التي يقدمونها، فكن حكيمًا وصاحب قرار وفكر، وتعامل مع كل هذه الثلة من المشاهير بحكمه وعقل، وتأكد بأنك لست مجبرًا للتفاعل مع كل ما يتداولونه ويقدمونه.