رياضة المشي؛ صحة وسعادة
محمد الشرع الجساسي لـ ( النبأ ):
رياضة المشي وسيلة الدفاع التي يمتلكها الإنسان لمقاومة أمراض العصر، وأمراض الشيخوخة الجسدية والذهنية
عبري – ( النبأ )
صلاح بن سعيد المعلم العبري
تعتبر رياضة المشي من أفضل وأسهل وأنفع الرياضات التي يمكن أن يمارسها الرجال والنساء في مختلف الأعمار؛ وهي وسيلة الدفاع التي يمتلكها الإنسان لمقاومة أمراض العصر، وأمراض الشيخوخة الجسدية والذهنية. بهذا التعريف المشجع بدأ الفاضل/ محمد بن حمد الشرع الجساسي المحاضر في التنمية البشرية وتطوير الذات الحديث لـ( النبأ ) حول أهمية رياضة المشي للصغير والكبير والذكر والأنثى، مشيراً إلى أن رياضة المشي تخفف الضغط والتوتر، وتخفض ضغط الدم، وتساعد على التحكم في الوزن وتقاوم البدانة، كما أنها تمنع من الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية، وتعوق حدوث بعض أمراض السرطان، وتؤخر الشيخوخة. ووجه النصيحة لكل من يرغب في الحياة الجيدة والتمتع بالصحة والسعادة والعافية بعمل جدول يومي للمشي لمدة 30 دقيقة يومياً، واختيار الحذاء والملابس الجيدة لذلك.
وحول برنامج المشي من أجل لياقة جيدة أوضح الشرع بأن المشي هو أكثر التمرينات أمناً وفعالية للرجال والنساء؛ فهو يزود الجسم بكل الفوائد الصحية واللياقة البدنية، والفوائد المتعلقة بالقلب، وهي نفس الفوائد التي تقدمها التمرينات الشاقة القوية، ولكن بدون مخاطر أو مجازفات.
والبعض يظن أن رياضة المشي للضعفاء وغير القادرين على ممارسة رياضة الجري أو رياضة حمل الأثقال، وهذا تعبير مبتذل لبعض من أطلقوا على أنفسهم خبراء اللياقة البدنية، ولكن الحقيقة أن المشي هو التمرين المثالي لكل الأفراد، فالمشي يساعد على الإسترخاء ليس فقط استرخاء العقل، وإنما كل أجزاء الجسم، والمشي له القدرة على شفاء ومعالجة ما يتلفه فينا الزمن، كالسكون، وعدم النشاط، والشراهة والبدانة، وأنماط الحياة التي تجعلنا محاصرين دائماً بين جدران المنزل، والبلادة، واللامبالاة، والكسل، والقلق والإحباط، وألامراض، والعجز والاعاقة، وغير ذلك.
فالمشي هو التمرين المناسب للرجال والنساء، وهو التمرين الأول بلا منازع. مضيفاً بأن المشي هو جوهرة الروح المعنوية والبناء الحيوي لعقولنا وأجسادنا، وعندما تعود جسدك على ممارسة رياضة المشي ستشعر بأنك أفضل حال وستنام وتستيقظ وأنت بكامل نشاطك البدني والعقلي، وتعيش حياة أفضل وأسعد وأكثر صحة، إنه برنامج يجب أن تتبعه بقية حياتك. حقاً إنه التزام جسدي وعقلي من أجل التمتع بحياة أكثر صحة وسعادة وعافية، وأكثر نجاحاً. لا شك بأنك إذا اتبعت برنامجاً منتظماً في المشي ستكون حياتك أكثر صحة وأكثر قيمه ومردوداً، وستكون أفضل حياة تتمنى أن تعيشها. ووجه النصيحة للجميع بقوله: دع طاقة المشي تدخل إلى قلبك وروحك، ودع لياقتك البدنية تحررك من القلق والفشل. وأضاف قائلاً: استنشق الأكسجين المنعش أثناء المشي واطرد من داخلك الهواء الملوث، ودع الأفكار الايجابية تدخل وتخلصك من الأفكار السلبية، دع الأكسجين الذي تستنشقه يطلق العنان لكل الطاقه الحبيسة بداخل كل أنسجة وخلايا جسدك وعن طريق المشي ستربح حياتك مجدداً.
ولكي تحصل على أقصى فعالية من تمرين المشي تأكد أنك تمشي بخطوة رشيقة بسرعة تقريبية من 5 الى 6 كيلومترات في الساعة.
كما أضاف الجساسي: لقد خلق الله أجسامنا من أجل المشي المعتاد، وليس لسباقات المشي السريع المبالغ فيها حيث أنها ليست نشاطاً غير معتاد فقط، بل إنها أيضاً نوع من الرياضة ينطوي على خطورة.
و لقد أثبتت الكثير من الدراسات أن المشي له نفس تأثير خطط تخفيض الوزن بدون تطبيق أي برامج غذائية، وهو برنامج للياقة البدنية بدون ممارسة أي تمرينات عنيفة. وكثيرًا مايحدث الآن أن نسمح لأسلوب الحياة الساكن الخامل قليل الحركة أن يسيطر على حياتنا اليومية. إننا نجلس خلف مكاتبنا طوال اليوم وأمام أجهزة الكمبيوتر والتلفاز في الصباح والمساء ونقوم بقيادة السيارة دائما بغض النظر عن قرب أو بعد المسافة التي نريد الوصول اليها بدلاً من القيام بالشيء السهل والطبيعي والصحي؛ وهو المشي. والحقيقة المؤكدة أنك ستعيش أطول عمراً وبصحة أفضل بإذن الله إذا كنت من ممارسي المشي.
مؤكداً بأن الدراسات الحديثة تُشير إلى أن ممارسي المشي يعيشون على الأقل لمدة 15 إلى 20 عاماً أطول من غير ممارسي المشي، ويرتفع هذا التقدير في العديد من الحالات ليصل 25 إلى 30 عاماً. وأن الجلوس كثيراً بلا حراك غالباً ما يؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة، ولربما الموت المبكر.
لذا على الجميع ممارسة رياضة المشي؛ لتجنب هذه الأمراض، وللعيش عمرًا أطول، وبسعادة وطمأنينة.