مقالات صحفية

اللهُمَ … أمي ثم أمي ثم أمي

صلاح بن سعيد المعلم العبري
عضو جمعية الصحفيين العُمانية

يقول ربُ العزةِ والجلال في مُحكمِ التنزيل: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً). ( سورة الأحقاف: من الآية15).
ومن هدي سُنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه .. جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ). (البخاري: 5971).

يظلُ الواحد منا صغيراً في عيني أمه، حتى ولو أصبح جداً، فهي القلب الرحوم المشفق؛ حيث إن رضاها وبرها سبب في دخول الابن الجنة، وهي وسيلة أساسية لمرضاته تبارك وتعالى، وبر الأم واحترامها وتقديرها والدعاء لها من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ولتحقيق رضا الله -عز وجل- كان واجباً على الأبناء صغاراً كانوا أم كباراً البرُّ بأمهاتهم، كيف لا ، والبر بالأم مقدمٌ على الجهاد في سبيل الله عزوجل! وحتماً رضاها ودعواتها ليلاً ونهاراً سببٌ في فتح أبواب الخير والرزق والسعادة للإنسان من البنين والبنات، كما أن رضاها والحرص على راحتها ينعكس أثره على الابن والابنة البارين بأمهاتهم من خلال حياة سعيدة خالية من الضغوطات النفسية، ومن الهم والحزن والضيق، وحتماً البر بالأم نجاة من مصائب الدنيا .

إن الأم هي قلب الحياة، وهي السراج المنير في الليالي الحالكة.

نبتهل إلى الحق في عُلاه باسمه الأعظم المعظم الجامع لكلِ خير أن يحفظ أمهاتنا، وأن يديم عليهن الصحة والعافية ومديد العمر .

كما ونرفع أكف الضراعة إليه تعالى أن يغفر لأمهات المسلمين، وأن يسكنهن جنات النعيم .

خاتمة القول … اللهُمَّ، اغفر لآبائنا وأمهاتنا أحياءً وأمواتاً ، واغفر لهما كما ربونا صغارا، واغفر اللهُم، لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا، لا إله إلَّا أنت، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، وأنت على كُلِّ شيء قدير .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights