حاوره : سعيد الهنداسي
جمع بين الشعر الفصيح وفن الخطابة؛ فأبدع فيهما ليسجل حضوره الأكثر من رائع من خلال قصائد وأناشيد وأعمال تزخر بها مكتبتنا الفنية، من منا لا يتذكر أنشودة ( انهضي بنا إلى العلا ) في القراءات العشر التي أنشدها القارئ طالب القنوبي عن أشهر القراءات العشر في القرآن، وأغنية (سلطاننا هيثم) من أداء عبد العزيز الفهدي وحاتم العميري بمناسبة تولي جلالة السلطان، هيثم المعظم مقاليد الحكم في البلاد، باختصار هو المهندس الشاعر علي الحامدي ضيفنا في هذا اللقاء .
متعدد المواهب :
بدأ الشاعر والمهندس علي الحامدي حديثه عن مواهبه المتعددة بقوله : لله الحمد هي نعم من رب العالمين أولا، ومواهب أنعم بها علينا، وباستطاعة الإنسان أن يتميز بها فقط عليه بتنظيم وقته، وهذا ما فعلته أنا شخصيا، وحولتها لأدوار في حياتي، ولله الحمد لأكون اليوم رجل أعمال ومديرا تنفيذيا في العديد من المؤسسات التجارية، وناشطا اجتماعيا في العديد من الجمعيات، ورب أسرة، ولي تجربتي الشعرية، ومحاضرا في الجوانب الدينية والإدارية .
تغيير المسار:
وفي حديثه الشائق أشار الشاعر علي الحامدي إلى الخطوة الجريئة التي اتخذها، وكانت بمثابة تغيير المسار عندما تحول من كونه واعظا دينيا إلى شاعر يجيد الكتابة باللغة العربية الفصحى في جميع قصائده؛ حيث قال: اعتزلت منابر الجوامع بعد اكمالي 25 سنة؛ لأتفرغ لمجالات أخرى، وبالفعل واجهت بعض النقد، ويبقى الشعر ليس عيبا هناك من العلماء والفقهاء والصلحاء من كبار الشعراء، كما قال الإمام الشافعي:
ولولا الشعر في العلماء يزري **
لكنت اليوم أشعر من لبيد
وللشافعي العديد من الدواوين الشعرية، وكذلك تجربة أبي مسلم البهلاني تجربة عمانية؛ حيث كان يطلق عليه ( شاعر العلماء وعالم الشعراء)، والتغير الفكري لم يكن وليد لحظة، بل هو مسيرة عمر، وكلما تقدم بالإنسان عمر ازداد نضجه، ويستطيع التجديد، ويبقى ملازما للإنسان .
موقع شعراء الفصحى :
تاريخ الشعر الفصيح في عمان ضارب بالجذور ليضيف قائلا: هناك شعراء فصحى حازوا على جوائز، مثل الشاعر حسن المطروشي، وله تجربته الشعرية الثرية وغيره من الأسماء، وشخصيا تأثرت بالشعراء الأقدمين، مثل البحتري، وجرير، والمتنبي، وأبي فراس الحمدانين وابن زيدون؛ حيث قمت بمحاكاة قصيدته .
ديوان البوح :
ليصل بنا شاعرنا علي الحامدي إلى ديوانه البوح قائلا: هي التجربة الأولى لي في الشعر الفصيح، واحتوى على العديد من الموضوعات، مثل الرثاء، وكانت الدافع للكتابة فيه، وشعر الوطن، والمناسبات الاجتماعية، والجائحة، والابتهالات، والمناسبات، والأعياد من خلال مشاعر تعبر عن الكثيرين، والحديث عن شعر الغزل والحكم والمواعظ .
مشاركات وأُمسيات :
وحول وجود الشاعر في المناسبات والأُمسيات يصفها الشاعر الحامدي قائلا: كانت لي مشاركات في أمسية تأبينية للسلطان الراحل بحضور كبير، وأخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة في معرض الكتاب التي نفذها المعرض في حينها .
قصائد غنائية :
وعن تجربته في الشعر الغنائي يؤكد الشاعر علي الحامدي أهمية مثل هذه الأغاني بقوله: الحمد الله كانت لي تجارب جيدة، والأولى في أنشودة ( انهض بني إلى العلا)، وكانت عن القراءات العشر في القرآن الكريم لتلفزيون سلطنة عمان، وتعرض في مختلف المناسبات الدينية أنشدها القارئ الشيخ طالب القنوبي، وأخرى عن حب المساجد وابتهالات وإنشاد عن الإمام الحسين بصوت ابني معاذ، وأغنية ( سلطاننا هيثم ) أداء الثنائي عبدالعزيز الفهدي وحاتم العميرين وحاليا عمل جديد عبارة عن خلاصة تجربتي في الحياة في 50 بيتا تتحدث عن تجربتي الشخصية .
المجالس واللجان الأدبية :
وحول حضوره في هذه اللجان تحدث عنها قائلا : أنا عضو في مجلس شعراء صحار أحد المجالس الأدبية، وعضو لجنة كتاب وأدباء شمال الباطنة، ولهم حضورهم المميز، ودعمهم كبير للشاعر وديواني الأول كان من إصدارات جمعية الكتاب والأدباء، وللجميع جهوده المشكورة في الدعم والمساندة للكاتب والشاعر العماني .
مواقع التواصل :
عن تواصله شاعرا معها أشاد بها قائلا: هذه المناصب أصبحت لها جماهيرها، ولي حضوري في (تويتر)، ومن خلاله وجدت تفاعلا كبيرا، وأصبح لي العديد من الصداقات، والتي من خلالها أوصلت صوتي وكتاباتي، ويبقى لهذه المواقع تأثيرها في انتشار الشاعر والفنان في كل مكان متى ما استغلت إيجابيا.
عائلة فنية :
ولأنه صاحب مواهب متعددة لم يقتصر عليه شخصيا، بل على أسرته المحيطة يختم حديثه: لله الحمد نحن في أسرة فنية، فزوجتي هي قاصة، صدر لها رواية بعنوان (بنت الجبل)، وبناتي كاتبات في شعر التفعيلة، وابني معاذ منشد، أتمنى لهم التوفيق، وأوجه لهم ولأقرانهم عليهم بالقراءة ثم القراءة، ولن يكون الشاعر شاعرا إلا إذا امتلك لغة الأدب التي تساعده على توظيف الكلمات، وقيل: من حفظ ألف بيت كان شاعرا، وما ساعدني في إجادة الشعر حفظي القرآن، واطلاعي على كتب الشعر والأدب الأخرى .
