2024
Adsense
مقالات صحفية

وأننا نَشْعُرُ بالرضا

أحمد بن موسى البلوشي

“وإننا واثقون أنكم جميعاً، تُدركون ما مرَرْنَا بهِ من تحدياتٍ، تعاملنا معها بحكمةٍ وصبرٍ، ومضينا قُدُماً في تنفيذِ خُطَطِنَا وبرامِجِنَا الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، بتوفيقٍ من اللهِ سبحانه وتعالى، مُسترشدينَ برؤيةِ عُمان 2040، فتحسَّنَ أَداؤنَا الاقتصاديُ والمالي، وبدأنا نُكْمِلُ لكم ومعكم طريقَ النماءِ والازدهار. لقد كان ولا يزالُ هدفُ استدامةِ قدرةِ الدولةِ على الوفاءِ بالتزاماتِهَا الماليةِ، أسمى أهدافِ هذه المرحلة، وأننا نَشْعُرُ بالرضا تجاهَ التغييرِ الإيجابي لمسارِ الأداءِ المالي الذي تحسَّنَ كثيراً -ولله الحمد-. وعززه أمْرُنَـا، بالتوسعِ في سِياساتِ التحفيزِ الاقتصادي، وبناءِ منظومةِ حِمايةٍ اجتماعيةٍ تُوفرُ للمواطنين حياةً كريمة، لِتُعْطِيَ هذا التحسنَ بُعْداً إنسانياً”. هيثم بن طارق.

تلك الكلمات جميلة في معانيها، تحمل البشرى في تعابيرها، فبين ثنايا الخطاب السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان، هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- حملت لنا جميعًا الأمل والتفاؤل، وأنّ الحياة مستمرة رغم مرارة الظروف التي نمرّ بها، وأنّ هذه الظروف تجعلنا أكثر قوة وصلابة بفضل التعامل الحسن والسليم معها. فعندما تصدر هذه العبارات المتفائلة من قائد البلاد؛ فهذه رسالة موجهة لنا جميعا بأنْ نكون إيجابيين تجاه التحدّيات التي نواجهها، ونبتعد عن السلبية التي تدمرنا أولًا، ثم تدمر المجتمع.

فكم سمعنا خلال السنتين الماضيتين عن أشياء سوف تحصل في البلد! ولكن -ولله الحمد- لم يتحقق من تلك النظرة التشاؤمية الكثير؛ بل على العكس من ذلك تجاوزنا أصعب المواقف والتحديات، وربما يكون الأمل والإيجابية سببين حقيقيين وراء هذا، فما الذي يمنعنا أنْ نعيش حياة إيجابية بعيدة عن السلبية؟

فالتفاؤل والإيجابية اللذان يدعو إليهما مولاي السلطان المعظم هما السلاحان اللذان يمكّناننا من تجاوز الصعوبات والتحديات، وتحويلها إلى منجزات يستفاد منها، وتقوّي ثقتنا بأنفسنا، وتعزّز العزيمة لدينا، وهما بمثابة غذاء الروح ورحيقها؛ فبهما تتحول التحديات إلى إنتاج وعطاء، فبالتفاؤل والإيجابية تستطيع أنْ تحقق أهدافك التي ترسمها لنفسك، وتصنع منك شخصا محبّا لوطنك وللآخرين.

وأخيرا أختم بقول منذر الحميدي:”واللافت في الأمر أنّ الدراسات والأبحاث العلمية أثبتت أنّ التشاؤم يصيب الجسم بأمراض مختلفة تتمثل باختلالٍ في إفرازات الغدد الموجودة في جسم الإنسان؛ حيث يعتلّ الجسم والعقل والتفكير، ويؤدي إلى المرض والخوف ثمّ القلق، وبالتالي تتولد لديه حالات انسحابية قد تؤدي به إلى الابتعاد عن الناس والعزلة والهروب منهم؛ خوفاً من الفشل ونظرات الحيرة والتشاؤم؛ الأمر الذي يطرح تساؤلاً: لماذا لا يكون الإنسان متفائلاً في نظرته للحياة؛ حتى يكون مثالاً مميزاً وقدوة حسنة للآخرين؟ ومركز استقطاب؛ لأنّه نموذج جيد، ويؤدي إلى الراحة الجسمية والطمأنينة والصحة النفسية؛ فينعم في الحياة والعيش الكريم”، وعليه يجب أنْ تتحلى -عزيزي المواطن- بالإيجابية والتفاؤل، وتبتعد عن كل من يؤثر فيك، ويخلق لك جوًا من التشاؤم والسلبية؛ لأنّ التفاؤل والإيجابية من الأشياء الضرورية في حياتنا جميعًا، ليس فقط من أجل النجاحات التي نحققها؛ بل لنعيش سعداء بين من نحبّهم في هذا الوطن.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights