قراءة في فن التسويق السياحي (6) دراسة بحثية مختصرة
محمد علي البدوي
يختلف تعريف الطلب السياحي عن الطلب على أي سلعة أخرى؛ لأن السلع العينية يمكن ترجمة الطلب عليها في شكل كميات بينما المنتج السياحي لا يمكن ترجمة الطلب عليه بهذا الشكل؛ نظرًا لاختلاف طبيعة المنتج السياحي عن السلع العينية.
ويمكن تعريف الطلب على المنتج السياحي بأنه:
(مجموعة من حاجات السائحين ورغباتهم المصحوبة بقدرتهم الشرائية نحو مجموعة من المنتجات السياحية في منطقة معينة وخلال فترة زمنية معينة عند توقّع مستوىً معيّنٍ من الأسعار مع افتراض ثبات العوامل الأخرى).
وبذلك يمكن القول: إن الطلب السياحي يمكن التعبير عنه بمجموعة من الحاجات والرغبات؛ وذلك بشكلٍ مباشر رغم كَون ذلك ليس كافيًا بالشكل المتكامل.
كما يمكن القول: إن الحاجات والرغبات يجب أن تكون مصحوبة بقدرة السائحين على الشراء.
وبناءً على ذلك يمكن القول: إن الحاجات والرغبات إذا لم تكن مقرونة بالقدرة على الشراء، فلا يُعدّ ذلك طلبًا، وإنما مجرد رغبات قد لا تتحقق.
كذلك يمكن القول: إن الطلب السياحي يرتبط بمنطقة معينة سواء داخل الدولة أو خارجها، وارتباط الطلب بمنطقة محددة يحدد حجم السوق السياحي.
كما يجب ملاحظة أن الطلب يرتبط بفترة زمنية معينة؛ وبذلك يمكن قياسه، وتحديده، ومقارنته بفترات أخرى.
والطلب السياحي يرتبط بالسعر؛ مما يؤثر في حجمه، ومدى توسعه.
ويتميز الطلب السياحي بعدة خصائص، منها:
١- أنه يكون حساسًا للسعر:
فمن المعروف أن العلاقة بين الطلب على السياحة والأسعار علاقة عكسية في الظروف العادية، ومع ارتفاع الأسعار؛ يقلّ الطلب على المنتج السياحي، والعكس صحيح.
إن حساسية الطلب السياحي للسعر تعني أن أيّ تغير في السعر يؤدي إلى تغير في حجم الطلب السياحي.
٢- متقلب:
ويقصد بالتقلّب: تأثّر حجم الطلب على السياحة بالظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والأمنية، فكلما كانت الأوضاع مستقرة كان هناك استقرار فى حجم الطلب، والعكس صحيح.
٣- موسمي:
الطلب على المنتج السياحي موسمي وغير مستمر، وتختلف الموسمية من منطقة لأخرى داخل نفس الدولة، كذلك تختلف من دولة لأخرى.
ونظرًا لموسمية الطلب السياحي؛ فإن منظمات السياحة تلجأ إلى بعض الخطط والاستراتيجيات؛ لتحقيق نوع من التوازن بين الطلب على المنتجات والمعروض منها، ومن هذه الاستراتيجيات:
أ- طريقة التسعير التمييزي:
حيث يتم رفع أسعار المنتج السياحي في حالة زيادة الطلب عليه، أو خفض الأسعار في حالة عدم الإقبال على المنتج.
ب- خلق الطلب في غير أوقات الذروة:
ويتم ذلك من خلال جذب العميل، ومحاولة إغرائه ليس فقط من خلال السعر، وإنما من خلال عناصر أخرى، منها:
– نظم الحجز:
لتنظيم حركة الطلب على المنتج السياحي.
– استخدام موظفين متفرغين:
وذلك لمساعدة الموظفين الأساسيين في حالات الذروة.
-تقديم خدمات مجانية للعملاء:
وذلك يتم في أثناء فترات الانتظار المتكررة خلال رحلة العميل من منزله إلى الوجهة السياحية.
وتتشابه مراحل الطلب السياحي مع المراحل التي يمرّ بها أي منتج بدايةً من مرحلة تقديمه للسوق، ثم مرحلة النموّ، ثم مرحلة النضج، ثم مرحلة الانحدار.
ومن ثَمّ يمكننا فهم طبيعة الطلب السياحي والعوامل التي تؤثر فيه، وكذلك معرفة خصائصه؛ مما يساعدنا في وضع الخطط التسويقية، والعمل على إنعاش سوق السياحة.
وبدون معرفة صحيحة للطلب السياحي؛ لن تستطيع المنظمات السياحية تحقيق الأهداف التسويقية للمنشآت؛ مما يؤدي إلى ضياع مجهودات الأفراد والهيئات، ومن ثمّ تراجُع ملحوظ فى أعداد الوافدين.
حفظ الله شعوبنا العربية.