لغات التعبير عن الحب
المهندس/ ناصر بن سالم الوهيبي
nssw71@gmail.com
للحب لغات وطرق مختلفة، والكل يعبر بطريقته، وقد يتقن بعضٌ أكثر من لغة، وقد يعتمد بعضٌ آخر على طريقة واحدة، ويجهل الباقي، وقد يتفق طرفان على لغة واحدة للتعبير عن معنى الحب.
فهناك الكثير من الأزواج من الجنسين لا يفهمون لغة الحب التي يعبر بها الطرف الآخر، فقد يحسن أحدهما التعبير عن حبه بلغة مختلفة عن لغة تعبير الآخر، فيشعر كل طرف أن الآخر لا يعبر له عن مدى حبه واهتمامه؛ لذا من الضروري معرفة لغات الحب الخمس، وهي:
اللغة الأولى: لغة تقديم الهدايا، فبعضهم يتقن لغة تقديم الهدايا؛ تعبيرا عن حبه الآخر .
اللغة الثانية: لغة قضاء حاجيات الطرف الآخر، وهذا النوع من لغات الحب يتقنه الكثيرون؛ حيث يرى الطرف المقدم لهذه اللغة أنها أقوى تعبير عن حبه الطرف الآخر.
واللغة الثالثة: هي لغة الكلام، بما يسمى التعبير بالعبارات وبالكلمات وبالأشعار، وهي لغة يستخدمها الذين يتقنون فنون الخطابة والكلام وحسن التعبير؛ لإيصال حبهم الطرف الآخر.
ولغة الحب الرابعة: هي لغة قضاء الوقت مع الطرف الآخر؛ حيث يعبر أحد الطرفين عن حبه العميق عن طريق الجلوس معه أكبر وقت ممكن.
واللغة الخامسة والأخيرة هي لغة التلامس والالتقاء الجسدي؛ حيث يعبر الزوجين عن حبهما لبعض عن طريق التلامس الجسدي للشعور بالدفء العاطفي.
وبعض هذه اللغات مقصورة على الزوجين فقط بينما بعضها يمكن أن تستخدم بين أفراد الأسرة الواحدة وحتى العائلة، وهي ضمان لبقاء تماسك تلك الأسر والعوائل.
إن التعبير عن الحب لأي طرف يعتمد على مدى الوعي والثقافة، وطريقة التربية التي تلقاها داخل الأسرة والعائلة.
ومن الملاحظ أن الكثير من الأطراف لا يتقنون إلا لغة واحدة، وإذا استعمل الطرف الآخر لغة مختلفة عما في ذهنه؛ لا يدرك مشاعر الطرف الآخر، بل يشعر أنه لا يكنّ له أي حب أو ود، فمثلا: اللغة الشائعة بين بعض الزوجات هي لغة الهدايا، فإذا لم يقدم الزوج الهدايا؛ فإنه في اعتقادها لا يحبها، ولو كان يحبها لأغدق عليها الهدايا رغم أنه يتقن لغة حب أخرى، وهي مثلا: لغة الكلام الجميل، والعبارات الجميلة الدافئة؛ للتعبير عما في قلبه من حب، وفي الجانب الآخر تتقن بعض الزوجات فنون الطبخ؛ تعبيرا عن حبها لزوجها، ولكنه لا يفهم هذه اللغة؛ فيظن أن زوجته لا تحبه إلا إذا خاطبته بالكلام الجميل، وتغزلت في شخصه وصفاته، وهي في هذه الحالة معذورة؛ لأنها لا تتقن تلك اللغة، ولكنها تتقن لغة التفنن في إعداد الطعام؛ محبة له؛ لذلك يجب أن نعي بوصفنا أفرادا داخل الأسرة أن التعبير عن المحبة بيننا ليس مقصورا على لغة بعينها، وأننا يجب أن نتعلم لغة الحب التي يخاطبنا بها الآخر والعكس؛ حتى تسود المحبة بين الأفراد داخل الأسرة الواحدة.
وأخيرا فكل يعبر عن حبه لأمه، أو لأبيه، أو لأخته، أو لأخيه، أو لزوجه، أو لابنه، أو لابنته، أو لأي قريب، أو لصديق له بطريقته الخاصة، وإمكانيانه الفكرية والنفسية، وحسب وعيه وثقافته وفهمه معنى الحب.
وذكي ومحظوظ من يتقن كل تلك اللغات، ويتفنن في التعبير بها.