2024
Adsense
مقالات صحفية

عام جديد ..”أشرق شمسك لتضيء العالم” 10 نصائح للإشراق

سالمة بنت نصيب الفارسية

 

كثيرٌ منا يستقبل كل عام جديد بنوايا جديدة وشغف كبير؛ للتغير ولاكتساب عادات جديدة أو التخلص من عادات قديمة.. من نوايا.. من أشخاص.. من أماكن.. جميعنا نتمنى ذلك، ونحاول بكل قوة، وبكل مشاعرنا تجاه ما مر بنا من أحداث وتجارب متوقعة وصفعات غير متوقعة أحيانا كثيرة.. نحاول .. ربما .. أسبوع واحد من العام الجديد.. ربما شهر .. ثم تذهب تلك النوايا ومحاولات الميلاد الجديد أدراج الرياح، لدى بعضنا ربما تستمر هذه النوايا كبذرة تحاول شق طريقها في تربة صعبة الاستزراع، ولكن حقيقة، وفي كل حقل، يموت الكثير من البذور، ولكن تبقى بذرة أو أكثر تجد الطريق للحياة مقاومة كل الظروف الخارجية التي تقتلها، متسلحة بقوة داخلية أقوى مما حولها من سموم بعضهم، منا يدخل دورات وبرامج مع بداية كل عام.. عناوين براقة..”كيف تخطط وكيف تحقق؟”، “التخطيط للعام الجديد”، “غير شخصيتك 180 درجة”، وغيرها من برامج.. لا أعلم كيف تضبط هذه البرامج مع غيري، ولكن معي لم أستطع تحقيق هذه الخطط بنسبة كبيرة جدا، ربما الأمر يختلف من شخص لآخر؛ وفقا لجديته أو طبيعة شخصيته، أو الظروف المحيطة به، أو احتياجه الحقيقي للتغيير..
باختصار الجميع يبحث عن الظهور بشخصية جديدة مع كل عام جديد، شخصية أجمل، أكثر تنظيما وحكمة، وطرق أسرع لتحقيق أهدافه.. في النهاية الإنسان فقط هو من يستطيع توجيه حياته بعيدا عن كل البرامج والمدربين والنصائح، ربما تكون تلك البرامج والنصائح طرقا للتغيير، ولكن يبقى الفرد نفسه هو من يعرف ذاته، ويستطيع توجيه حياته إلى الأمام أو يبقى على ما هو عليه، وتمر الأعوام من حوله، فلا يزيده الدهر سوى أرقام، قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } [هود: من الآية 61] ومن هذا المنطلق، نؤمن نحن – المسلمين – بأننا لم نخلق عبثا، وهو إيمان ليس لدينا وحدنا، وإنما عند كافة البشر بمسمى إيمان، أو هدف، أو قيمة، أو غيره من مصطلحات، ولكن تؤمن كافة البشرية بأن الإنسان خلق أو وجد على الأرض لخدمة نفسه وغيره، سواء أكان هذا ” غيره” أرضا أو إنسانا أو حيوانا أو ” شيئا”؛ لذلك هناك هدف لكل منا يتجدد الشعور به مع كل عام جديد.
تابعت برنامجا للإعلامية الأميريكية “أوبرا وينفري” عن موضوع الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان، ووجدتها أجمل صفات من الممكن أن يتحلى بها الفرد، وينطلق منها لبداية عام جديد.
سوف أختصرها هنا في 10 خطوات رتبتها بطريقة وبتصرف وجدته الأنسب لي لبداية عام جديد، ووددت مشاركة القراء لي؛ لننطلق بها جميعا كحلة جديدة لعام جديد:
1- استمع للكون: ألا تسمع الكون يخاطبك في بعض الأحيان؟ افعل هذا، لا تفعل هذا، هذا شخص محب، هذا شخص حسود. كثيرا ما يحدثنا الكون من خلال قلوبنا وعقولنا.. في البداية يهمس إلينا باستغراب يهمس إلينا؛ فنتعجب من حدوث أشياء في حياتنا، فيخاطبنا الكون بهمسات هادئة، كيف حدث هذا؟ كم هذا غريب؟ هل هذا صحيح؟ هل منطقي؟ فإذا لم ننتبه لهمساته، فإذا به يصرخ فينا عاليا.. انتبه! احذر! غير مكانك!
فلنحاول أن نستمع للكون جيدا من خلال رسائله لنا، سواء الرسائل الهامسة أو الصارخة.
2- تميز في مجالك: لكل منا مجال، فهناك الأديب، والطاهي، والمدقق، والطبيب، والمعلم، والمعماري، والفيلسوف، والعالم، والإداري، والفنان.. لكل منا مجاله، ولكل منا قدراته ومواهبه التي تجعل منا نسخا فريدة لا تشبه أحدا، فلا تقارن نفسك بغيرك، أنت في هذا الكون؛ لتكون أنت وحدك، جيناتك خلقت لتتفرد، ولا تشبه أحدا بشكل مطابق، لا تقلد.. لا تتظاهر.. كن أنت.. حتى تلك اللهجة أو اللكنة التي ربما تعتقد أنها غريبة؛ إنها ما يميزك عن غيرك، نعم، بهذه البساطة، كن أنت كما أنت، ومنها انطلق؛ لتتميز في مجالك.

3- جِد طريقة؛ لتخدم : يقول مارك لوثر كينج:” ليس بإمكان كل فرد أن يصبح مشهورا، ولكن بإمكان كل فرد أن يكون عظيما، فالعظمة عزيمة وعمل”. الشهرة سوف تخبأ مع الأيام، ولكن العظماء فقط يبقون، خالد بن الوليد، نيوتن، ابن سينا، نجيب محفوظ، محمد علي كلاي.. أسماء ذهبت، وبقي بريق عظمتها من خلال ما قدمته للبشرية؛ لذلك مهما كان مجالك أو عملك، جد طريقا؛ لتخدم البشرية، وكن عظيما، وابقَ في الذاكرة لوقت أطول، استخدم مهارتك والنعم التي وهبك الله إياها؛ لخدمة الناس والمجتمع والبشرية..، فأكثر الناجحين لديهم هذه الصفة، لقد خدموا البشرية.

4- تحمل المسؤولية: أنت مسؤول عن حياتك، فمن النادر أن يتدخل أحد من الخارج ليصلح حياتك للأفضل وللتميز، فإن كنت تنتظر من يأتي وينقذك فأنت مخطئ، وتضيع المزيد من الوقت، لن يأتي أحد ويجعل حياتك أجمل، أنت فقط من تتحمل مسؤولية ذلك ومن لديك الصلاحيات لتطوير حياتك، تعرف على نفسك وأمنياتها وانسَ الماضي، وتحمل المسؤولية وامضِ لنجاحك.

5- كن حلا لكل مشكلة: ذكراك الحسنة، هي كل ما تتركه في محيطك، وهي موجودة في كل حياة تلمسها، تأثيرك على من حولك إيجابيا قد تعطيه جزءا بسيطا من حياتك، ولكنه قد يكون كل الحياة لشخص آخر وصل إليه تأثيرك ، لا تمر على الحياة بدون اكتراث، قف عند الأحداث، وأعطِ ما تستطيع؛ فحل جزء من مشكلة في جانب قد يكون حلَّ كلِ المشكلة في جانب آخر.

6- كن النسخة المميزة من نفسك: يرانا الكثيرون في مواقع مختلفة، وفي صور مختلفة، ولكن أنت من تعرف نفسك.. انتبه لنسختك! فالنسخة الأصلية منك تتحدث إليك دائما.. في كل الأوقات.. في كل الظروف.. وتستطيع تفسير ما تقوله لك إن كنت راغبا بالفعل في الاستماع إليها.

7- أحط نفسك بالعظماء: الناس لا يشبهونك دائما، ومنهم من لا يحبون لك الخير دائما، ولا يشعرون بالسعادة لك دائما، فالنفوس متقلبة، والظروف غير مستقرة، فعندما تحيط نفسك بمن لا يشبهونك، ولا يعني لهم نجاحك شيئا؛ فأنت تشعرهم بالخوف والقلق؛ لأنك تمثل لهم قيمة غريبة عليهم، وهي حب الخير لغيرهم، ولن يقولوا لك: نحن خائفون من نجاحك صراحة، ولكن سيقولون داخلهم، من تظن هذه نفسها؟! ربما نجاحها سيحرمنا من النجاح بالقرب منها، وسيعملون على خفوت الشعور بسعادة النجاح في نفسك، ولدى من يفيده نجاحك؛ لذلك، نصيحتي، ابتعد عمّن لا يشبهونك، وابحث عمّن يشبهونك، أولئك الذين يسعدهم أن يمتلئ كوب نجاحك حتى يفيض.

8- اعثر على شغفك الحقيقي: بالتأكيد لدى الكثير منا زحمة عمل ومسؤوليات، ولكن وبالرغم من هذه الزحمة فإننا نتساءل في بعض الأحيان بيننا وبين أنفسنا:”إنني أفتقد شيئا ما”، ” هناك شيء ينقصني”، ما نقوم به من مهام في مجال أعمالنا ليس بالضرورة يكملنا، لكل منا هدف..شغف..حلم..هناك شيء بداخلنا يهمس لنا:” هذا لست أنت.. أنت خلقت لهدف أسمى.. أتذكر شغفك؟! لكل منا شغف ربما زحمة الحياة تجعلنا ننساه، نتخلى عنه في محطة ما، ولكنه ينام داخلنا بهدوء وجمال يشبه جمال الحلم.. إنه هناك .. فقط فتش عنه، واعثر عليه.

9- استمتع: أعطِ كل تجربة حقها، الوظيفة التي تعمل بها، الحياة الاجتماعية التي تعيشها، الإجازة التي تقضيها، ابتعد عن دمج كل تجربة مع الأخرى، الحياة عاشها قبلك الملايين على مدار آلاف السنين، ومضت بهم، أي تجربة تعيشها أنت – فقط – من يستطيع أن يجعلها تجربة سعيدة ومثرية، أو تجعلها لعنة بالتفكير في السلبيات، أخيرا كل الأمور ستستقر.. إذا لم يكن لكل مشكلة حل، فهي ستعبر، وليس في يدك حيلة لحلها، وإن كان لها حل فإنها ستحل في النهاية ..استمتع ..لا تخف، فلا يوجد فشل، هناك – فقط – محطات لتغيير الوجهات، فاستمتع بما تقوم به.
10- كلمة أخيرة: استخدم ما وهبك الله إياه من نعم؛ لإضاءة الجوانب المظلمة من العالم.. إنه وقتك للإشراق.. عندما تكثر السلبية من حولك، كن أنت الجانب المشرق، تجاوز الكراهية، والسلبية، وعدم العدالة، والغيرة التي تسود العالم بروح متفائلة، أشرق شمسك لتضيء العالم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights