قراءة فى فن التسويق السياحي ٤: دراسة بحثية مختصرة
محمد علي البدوي
ننتقل اليوم إلى الحديث عن العرض السياحي، والذي يمكن تعريفه بأنه:(مجموعة من المنتجات السياحية التي تقدمها دولة ما خلال فترة زمنية بمقابل مادي معين) .
ولابد من التذكير بأن العرض السياحي يتكون من مجموعة من المنتجات السياحية.
أما المنتج السياحي فهو يختلف في محتواه من سائح لآخر، ويعبر عن مجموعة منافع يحصل عليها السائح.
والمنتج السياحي يتم تقديمه من خلال الجهات الحكومية أو المنظمات والهيئات الخاصة، ويرتبط بفترة زمنية معينة وسعر معين؛ لذلك قد لا تتوفر بعض المنتجات السياحية في بعض الأوقات.
ويتكون العرض السياحي من عدد من العناصر يكمل بعضها بعضا، كما أنها تتداخل مع بعضها، ويمكن تقسيمها إلى نوعين:
أولا:مكونات طبيعية:
هي العناصر التي خلقها الله، وميز بها منطقة عن أخرى وهي كثيرة ومتعددة، مثل:
• البحار والأنهار والمحيطات والبحيرات، وما يرتبط بها من شعاب مرجانية ومناظر طبيعية، وتمثل عاملَ جذبٍ شديد الأهمية.
• الطقس: اعتدال الطقس من عوامل الجذب الرئيسة؛ ولذلك فإن الدول التى تتمتع بطقس معتدل أو قريب منه تستخدم هذه الميزة الطبيعية في عرضها للمنتج السياحي.
• الغابات والمناطق الخضراء.
• الجبال والمرتفعات.
• المياه والتربة الصحية.
ثانيا:مكونات صناعية:
• المنظمات السياحية.
• الفنادق ووكلاء السفر والسياحة.
• هيئات تنشيط السياحة.
• المواقع الأثرية.
• شركات الطيران.
• المتاحف.
• القرى السياحية.
• المكتبات الدولية.
• شركات النقل البري والبحري.
• دور الفن.
• الملاهي والمراكز الترفيهية.
• المنظمات الأمنية.
• المنظمات المسؤولة عن الكهرباء.
• المنظمات المسؤولة عن المياه.
• المنظمات المسؤولة عن الصرف الصحي.
• المنظمات المسؤولة عن الطرق.
خصائص العرض السياحي:
١-عدم قابليته للتوسع في الأجل القصير:
حيث إن معظم مكونات العرض السياحي غير قابلة للتوسع لا سيما في الأجل القريب، هذا بخلاف المعروض السلعي الذي يمكن زيادته كما أو نوعا.
٢-عدم قابليته للتخزين:
فهو غير قابل للتخزين؛ حيث يتم استهلاكه في نفس مكان إنتاجه ووقته، هذا بخلاف المخزون السلعي الذي تتوفر فيه خاصية الانفصال، على سبيل المثال يمكن إقامة المعارض خارج الدولة، وهنا لا يمكن الإشارة إليها على أنها طلب سياحي، بل تعد أحد سبل التسويق المرتبطة بالعرض.
٣-مستوى جودته مرتبط بمن يقدمه:
يرتبط بالعنصر البشري الذي يقدمه، وما يتوفر له من خبرات ومهارات ومعارف.
٤-غير نمطي:
المعروض السياحي هو عبارة عن مجموعة منتجات طبيعية وغير طبيعية مختلفة عن بعضها بعضا في خصائصها؛ وبذلك فهو يختلف عن السلع العينية.
٥-اشتراك مكوناته في الحكم على جودته:
على سبيل المثال السائح الذي يذهب لزيارة دولة ما من أجل زيارة أحد المتاحف الشهيرة، تتأثر زيارته سلبا أو إيجابا بمستوى الخدمة في الفندق الذي يقيم فيه؛ لذلك فإن مكونات المعروض السياحي تؤثر منتجاته في بعضها بعضا رغم استقلاليتها.
٦-صعوبة تسعير مكوناته :
من الصعب تسعير مكونات العرض السياحي بخلاف المنتجات السلعية.
٧-صعوبة ترويجه:
من أصعب المهام التي تواجه المسوق السياحي هي الترويج لمنتج لا طعم ولا مذاق له، وهذا يكشف صعوبة العمل التسويقي في قطاع السياحة.
لذلك يمكن استنتاج أهمية دراسة الأسواق المختلفة، والبيئة التسويقية، ومواقع الترويج، وفهم طبيعة العرض السياحي والتفرقة اللازمة بينه وبين العرض السلعي؛ حتى يضمن المسوق السياحي النجاح الذي يبحث عنه.
حفظ الله شعوبنا العربية.