2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال : نجاح قهر المستحيل

 

علياء العامرية

ذوي الاحتياجات الخاصة، ذوي القُدرات الخاصة، ذوي الإعاقة , أصحاب الهِمم.

إِنها مُجرد مُسميات لا يُلقِ البعضُ لها بالًا ولكنهم يصبون جام قدراتهم وإبداعاتهم في مواهبهم التي حباهم الله إياها والتي تفردوا بِها عن غيرهم لأنهم باختصار لا يُريدون أَن يكونوا مُجرد رقم زائد في هذه الأرض بل أرادوا أن يكونوا رقمًا قياسيًا يُحطِم المُستحيل.

قالوا يوما للحياة: لا مُستحيل يُعيقنا في هذا الكون الواسِع وما العقبات إلا مُتعة الحياة ، نكافح لنصل إلى ما نصبو إليه.فصفية البهلانية – مثلا – بالرغم مِن فُقدانها لأطرافها، أصبحت فنانة تشكيلية ، حاربت المُستحيل لتصل إلى حُلمها ، رَفضت المدرسة وضع اسمها في اللوحة المتميزة التي رَسَمَتها واليوم اسمها بات اسما يُشارُ له بالبنان ونَقِفُ له وقفة احترام وإجلال .رُفِضَت في الكَثيرِ مِن الوظائِف بِسبب عجزها عن الحركة ولكنها اليوم تُسطِرُ نجاحاتٍ لا تُعَدُ ولا تُحصى .وإلى جانب صفية هناك المُخترِعُ الكفيف مهند أبو دية ، رجل رِجلهُ في الثرى وهامة هِمتهُ في الثريا ،

فَقَدَ بَصَرهُ بعدَ زواجِهِ بِفَترةٍ قَصيرة في حادِثِ سَير وفَقَدَ أَيضا على إِثرِهِ ساقهُ اليُمنى ولكِن كُل هذا لم يُثنِهِ عن تحقيقِ حُلُمَه الأربع ميمات (مممم) و تعني مليون مخترع محترف مسلم ،

أعجبتني عِبارة عَرَّفَ فيها نفسه في برنامج تلفزيوني حيث قال: أراد أهلي أن أكونَ مُهندِسا وأردت أَن أَكونَ مُخترِعا وأراد الزمانُ أَن أصبح كفيفا و لكن إرادة الله كانت فوقَ كل شيء فجعلتني مُهندسا مخترعا كفيفا ، وها هو اليوم المهندس المخترع الكفيف يقِفُ أمام العقبات والتحديات كالجبل الشامخ الذي لا تهزهُ رياح اليأس ولا تُعيقهُ كلمة مستحيل عن تحقيقِ أحلامه وطموحاته.جُلّ هذه القَصَص المُلهمة أعطتني جُرعات أمل ، وكُلما شعرتُ بيأس أو عجز تذكرتُ هؤلاء الرائعين الذين شقوا طريق الإبداع بالرغمِ مِن التحديات التي اعترضت طريقهم ،

إن كانوا أصحاب الهِمم فأفعالهم تتحدث عن هِممهم ، و إِن كانوا ذوي الاعاقة فإعاقتهم لم تكن يوما عائقاً لهم ، فهم بِكُل الأحوالِ والمُسميات قهروا المُستحيل وآمنوا بِفِكرة أَن كلمة المُستحيل لا يعرفها الناجحون ولا يلقون لها بالاً ،

إِن الحياة لا تُعطِ دروساً مجانية ، فتُحزننا أحيانا وتُفرحنا أحياناً أُخرى ، تجعلنا نسقط مِن أعلى القِمم ولكن القوي فينا مَن يُلملِمُ شتات نفسه لينهضَ مِن جديد فيعودَ إِلى القِمة مُحمَلا بِشُعلة مِن التفاؤل وجرعات من الأمل و ثِقة عارمة بأن الله لا يُضيع أجر من أحسنَ عملا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights