فلتُخفَّفِ الأثقال عنِ الأطفال
سعيد بن خلفان الحكماني
ينهضون من نومهم مستبشرين بيوم جديد، يرتدون ملابسهم ويحملون حقائبهم الثقيلة بما تحويه من وزن، وبما تحويه من مناهج دسمة، ويصعدون في حافلات للأسف الشديد بعضها لا تصلح أن يصعد على متنها فلذات أكبادنا وظهورهم بادية في الانحناء ولسان حالهم وببراءتهم الطفولية يقول:
متى سيُنظر إلينا بعين الرحمة والرأفة؟ ووالداهم يودعونهم وتلهج ألسنتهم بأن يحفظهم الله سبحانه، ويوفقهم في يومهم.
فبالله عليكم أي يوم يمرّ على هذا الطالب وهو متوجّه إلى مدرسته بهكذا الوضعية؟
يقول الداعية الإسلامي (مالكوم إكس):
إن التعليم هو جواز سفرنا للمستقبل؛ لأن الغد مِلك لأولئك الذين يعدّون له اليوم، وجميعنا نؤمن بأهمية التعليم في صناعة الأمّة وقوتها وصحة مسارها، ولكن ما نرجوه هو أن نستبشر بقرارات وزارية للتربية والتعليم بتوظيف التقنية، وما وصلت إليه دول العالم المتفوقة في هذا المجال، وبتخفيف العبء عن كاهل الطالب وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي بقسميه الحلقة الأولى والثانية ابتداءً من الحقيبة المدرسية إلى المناهج الدسمة، ناهيك عن كثافة الواجبات المنزلية مما يرهق الطالب والأسرة معًا، والأم بشكل خاصّ لجلوسها لوقت طويل لمساعدة أبنائها على المذاكرة وغيرها.
مع أن هناك دولا تُصنّف من أفضل الدول في العالم؛ لتميزها بجودة التعليم ومسارها ناجح ومتفوق، وهناك دول خليجية أيضًا وغيرها، فلماذا لا يتم الاستعانة بهم لتطوير التعليم؟.
وهنا قرأت بضع كلمات للدكتور باسي سالبرغ:
بأن أول خطوة اتخذتها فنلندا للنهوض بالتعليم هي التخلص من الجراثيم، نعم كما وصفها بشكل دقيق وهي كما يراها:
كثرة الاختبارات والامتحانات، وطول عدد ساعات الدراسة، والواجبات المنزلية الكثيرة، نجد للأسف الشديد الطالب مثقلا ذهنيًا وجسديًا، كل تفكيره في هذا الإطار، لا يجد حتى الوقت الكافي للجلوس والاستمتاع بيومه، ويمضي عمره هكذا.
ألا يوجد هناك من يهيّئ البيئة الدراسية الصحية والسليمة من كل النواحي لهؤلاء الأطفال؟
خففوا عنهم العبء، فأساليب التعليم تتغير وتتطور يومًا بعد يوم، والمناهج تحتاج إلى أن تخفف، وساعات الدراسة والأيام أيضًا، فلا يوجد هناك تعارُض بين التعليم وأن يستمتع بما تبقى من يومه قبل أن ينام.
حقيقة نحتاج إلى إيجاد حلول لكل هذه المعضلات، أو المنغصات التي يعانيها أطفالنا وهم يجرّون حقيبة ثقيلة لا يقوون على حملها، ولكنهم مجبرون، ولتكُن البداية في مراحل التعليم الأساسي كمرحلة أولى.
لذلك لابد أن يتم إعادة النظر في هذه المنظومة المهمة للغاية وخاصة ونحن مقبلون على تنفيذ رؤية عمان 2040.