النهايات العظيمة
أشواق العمرية
الثانيةَ عشرة ليلاً، نهاياتُ تشرينَ الأولْ
تبدو أنها الليلةُ الأكثرُ ثقلاً على روحي ..
تتكئُ على قلبي بكلِّ قوتها ..
ظنًا منها أنها ستزعزعني ..
يترددُ صداها بين مواطن
أضلعي “انتهى الطريق”
المهمُ أنني لستُ من هواةِ الصراعات
لطالما كنتُ أجلسُ في الزوايا الهادئة
بعيدةً عن ضوضاءِ الحياة ..
دائرةُ علاقاتي صغيرةٌ جداً، قد لا تتعدى
محيطَ دائرة ..
أحلامي بسيطةٌ في عين من يراها
وعظيمةٌ في عيني ..
أقدِّسُ الحب بعمق ..
ويسعدني ظرفُ رسالةٍ مخطوطٌ باليد ..
تَلفتني تفاصيلُ ابتسامةٍ عابرةٍ من رفيق
تألفهُ روحي ..
أُراهنُ وبشدةٍ لحبيبٍ لم يُفلت يدهُ قط
حين اشتدت دائرةُ السوء ..
أُراهنُ على الخيرِ مهما رأيتُ من هذه الحياة..
لطالما كنتُ أخشى أن أقعَ ضحيةَ نشوةِ الإعجاب ..
لأنني مؤمنةٌ حد اليقينِ أن الجمالَ الحقيقي يكمن في الداخل
فجميعُ المظاهرِ تسقط ..
يُصيبها الإعياء ..
تقعُ مستسلمةً جاثيةً على ركبتيها ..
نضجتُ للحدِّ الذي جعلني أُراقبُ الحياةَ من خلالِ الأفكار وليس مراقبةَ الأشخاصِ والأحداث ..
اتضحتْ لي أولوياتي التي لا يحدُّها سقف سماءٍ مقمرة ..
وقعتُ في حب نفسي لأول مرةٍ وكان الشعورُ الأعظمُ والعظيم ..
قلَّ الأصدقاء وكثر المعارف..
تقلَّصت دائرة الباقين، كثر العابرون ..
ترفَّعت عن الجدالِ رغم يقيني الشديد بأنني على صواب ..
أتقنتُ فن التملُّصِ من العلاقاتِ المسمومةِ والتي تسرق شغفَ روحي مني …
وانتزعتُ من الحياةِ كل ما أريده
تماما مثلما ينتزع الشجعان سيوفهم في ساحة المعركة
وكلهم يقين أن النصرَ حليفهم.