في يَوْمِ وَداع
د. محمد عزيز عبد المقصود
أستاذ لغويات مساعد بكلية اللغة العربية
جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية ماليزيا
الإيميل /mohamedaziz@unishams.edu.my
mohammadaziz1974@yahoo.com
****
تَوَشّحْ بقِناعِ الأملْ
وانْهضْ بهمَّةٍ عالِيَةْ
لا تَراجُعَ
لا ضَعْفَ
لا كَسَلْ
فمُصابُك جَلَلْ
وطريقُكَ شائِكَةٌ
أَمامَكَ عَملْ
لا شيءَ مستحيلْ
ما دام لديْك قلْبٌ
ينْبُضُ
يتجدَّدُ
يتذوَّقُ أملا
من إشراقِ
فجرٍ مستطيلْ
ينتابُك بينَ الْفَيْنَةِ وَالْأُخْرَى
إِحْساسٌ بِالهُروبْ
أنْهارُ فِكرِكَ تَتَدَفَّق
تَتَصارَعُ مَعَ حُلْمِكْ
ترى فيه الشمسَ مُشرقة
وعندَ الآخَرينَ غُروبْ
أتظنُّ أنَّ أسوارَ مدينتِكْ
تُخفيكْ؟
تَتوارَى رُويدًا رُويدًا
كي تَحميكْ
تسبَحُ في أعْماقكْ
تَنسِجُ خيوطَ بيتٍ
تفديكْ
كُلّما اقتربَ الظلامُ
أحْسَسْتَ أنّ قلبَكَ خفّاقْ
وعيونُ ليلِكَ شاخِصَةٌ
إيذانًا بالفراقْ
فسارقةُ الأعمارْ
لا تَطرُقُ باباْ
لا تُمهلُ أحداْ
لا تَتَوانَى
إنها دوّامَةُ
إعصارْ..
في يَوْمِ وَداعِ قلْبِكْ
كانَ اللقاءْ
أودعَتْك أمانتَها
أوصتْك وَصيّتَها
قُبيلَ الْمَساءْ
حينَما وضَعَتْ
رأسَها عَلى صَدْرِكْ
تَسْتَنْشِقُ عَبَقَ قَلْبِكْ
في الرَّمَقِ الأَخيرْ
نظرَتْ إليكْ
والذّكرَياتُ تمرُّ
أمامَها مُسْرِعَةً
وفوقَ خدّيْها
سالَ دمْعُ عينيكْ
كالْخَريرْ..
دِفءُ اللقاءْ
كان زادًا للتاريخْ
في الأفْقِ الْبعيدْ
عانقَ السّماءْ
حينَما نادى المُنادي
في يَوْمِ وَداع