المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء الرابع والثلاثون: –
تطرقنا فيه إلى المعلومات الواردة عن حصار الأسطول العماني للقاعدة البرتغالية في موزمبيق.
الجزء الخامس والثلاثون:-
مقالنا لهذا اليوم – إن شاء الله – سوف يكون عن العلاقات العمانية الهندية في عهد اليعاربة.
العلاقات العمانية الهندية موغلة في القدم خاصة العلاقات التجارية، ورغم القرب الجغرافي لبلاد فارس بالنسبة لعمان وبعد الهند، فإن العلاقات بين عمان وفارس تكاد تكون معدومة، ويتخللها الكثير من الصراعات والحروب؛ وذلك للأطماع الفارسية في عمان، وعدم وجود هذه الأطماع لدى الهنود، ولأسباب أخرى متعددة أيضا”.
– بدأت العلاقات العمانية الهندية في أثناء الاحتلال البرتغالي لمسقط؛ وذلك بعد قيام القائد البرتغالي في الحامية البرتغالية بمسقط بإجبار حليفهم الهندي نروتم البانياني بتزويجه ابنته، وقد رفض نروتم تزويج ابنته من القائد البرتغالي، ولتجنب إجباره على ذلك بقوة السلاح أظهر الموافقة، وطلب مهلة؛ حتى يتم تجهيز ابنته، وأخذ يعامل القائد البرتغالي، وكأنه زوج ابنته حقيقة”؛ وبهذا اكتسب ثقته، وأصبح من المقربين والمستشار الأول.
– راسل نروتم الإمام سلطان بن سيف اليعربي بأنه سوف يفتح لهم أبواب المدينة في توقيت معين خلال احتفال البرتغاليين بإحدى المناسبات؛ حيث احتسوا الكثير من الخمور، وبسبب مساعدة نروتم، وبعد تضحيات عمانية كبيرة، تمّ تحرير مسقط من الاحتلال البرتغالي بعد أن خسر الجيش العماني ما يقارب ال ٤٠٠٠ شهيد، وقد تمت مكافأت الهنود بسبب المساعدة التي قدمها نروتم أنْ قام الإمام بإعفائهم من دفع الجزية.
– هاجم الأسطول العماني البرتغاليين في المدن الهندية، مثل كوجرات وديو وادمان بين عامي ١٦٥٥م – ١٦٦٨م، وقد غنم الأسطول العماني ذخائر بكميات كبيرة.
– أخذ الإمام سلطان بن سيف يرسل وفوده التجارية إلى الهند؛ لتعزيز العلاقات التجارية التي ازدهرت كثيرا” في عهده، كما هاجم العمانيون بين عامي ١٦٩٤م – ١٦٩٥م المواقع والحاميات البرتغالية الممتدة من جزيرة ديو إلى ميناء مانجور القريبة من بومباي الهندية.
– عام ١٦٩٩م شنّ الأسطول العماني عملية عسكرية نوعية وضخمة في جزيرتي سالست والدامان الهنديتين؛ حيث نزلت القوات العمانية على الجزيرة، واشتبكت في صراع عنيف مع الحامية البرتغالية أسفرت عن السيطرة التامة على الجزيرة، ووضع حامية عمانية فيها، والاستيلاء على الكثير من الغنائم .
– من أشهر السفن العمانية التي كانت تقوم بمهاجمة البرتغاليين في الهند سفينة القيادة المسماة بالفلك والمسلحة بأكثر من ثمانين مدفعا”، وكذلك الرحماني وكعراس والناصري، وجميعها سفن عملاقة.
– لاحظت الدول الاستعمارية الكبرى تنامي قوة الأسطول العماني، وبراعة قادته، وفرضه السيطرة التامة على طرق الملاحة إلى الهند، فحاولوا تنظيم أنفسهم؛ لعرقلة العرب العمانيين، ولكنهم فشلوا في ذلك؛ نتيجة العلاقات العمانية المتميزة مع أمراء الهند، وكذلك القوة الضاربة للأسطول العماني.
– عام ١٧٠٧م عقد الإمام معاهدة مع حاكم مقاطعة بجو الهندية بالسماح له بجلب الأخشاب اللازمة؛ لصناعة السفن؛ وبهذا أصبح الأسطول العماني في عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي سيد البحار بدون منازع، وأمن بشكل تام خط التجارة مع الهند؛ وبذلك ضمن للتجار الهنود تجارتهم، وعدم التعرض لها، وساد الرخاء الاقتصادي عمان نتيجة قوة الأسطول العماني وفرضه الأمن في البحار .
مقالنا القادم – إن شاء الله تعالى – سوف يكون عن العلاقات العمانية الهولندية.
المصدر :-
– اليعاربة أمجاد وبطولات.
المؤلف :-
الدكتور أيمن محمد عيد