قياس الأداء المؤسسي
د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية
تتمثل المؤسسات بمجموعةٍ من الخدمات والعمليات التي تنفذها، وأن أي خلل فيها يؤدي إلى ضعفها وتدني مستواها وضعف الخدمات المقدمة، وبذلك جاءت مرحلة قياس الأداء المؤسسي كأحد العمليات المهمة في إدارة الأداء الخاص بها والذي يحدد نقاط القوة لتعزيزها، كذلك نقاط التحدي التي تعاني منها والعمل على علاجها بأفضل الأساليب والطرق الحديثة، ولقياس الأداء بشكل صحيح لابد من ربطها بمجموعة من الأهداف تقاس بمؤشرات دقيقة وفق مراحل زمنية محددة.
وحينما نتحدث عن تقييم الأداء من الضروري أن يشمل أداء الأفراد العاملين والذي يقاس بمقدار ما يحققه من أهداف ونتائج تعكس الجهود والعمليات والخبرات التي نفذها، كذلك أداء المؤسسة والذي يقاس بشكل شامل وفق خطط استراتيجية والنظرة المستقبلية للمؤسسة، وتنتهج المؤسسات أساليب وطرق حديثة لقياس الأداء الفردي والمؤسسي والتي تحتاج إلى العناية الدقيقة لاختيارها وبما يتناسب مع عملياتها ورؤيتها وأهدافها ولا يكتفى بقياس تحققها من الناحية الكمية ولغة الأرقام فقط، بل تحتاج إلى قياس جودتها بما يحقق تطلعاتها وفق أعلى المعايير، ومنه أصـبح ضرورة الإدراك أن الأنظمة والمؤشـرات المستخدمة في قياس الأداء المؤسسي ظــاهرة متعــددة الجوانــب تتحــرك بشكل متداخل في مجــالات متعددة، والذي جعل منه بمثابــة منظومــة متكاملــة لنتــائج أعمــال المؤسسة فـي ضــوء تفاعلهــا مــع عناصــر بيئتها الداخلية والخارجية.
ويحقق قياس الأداء المؤسسي كثير من الأهداف منها: قياس قدرة التقسيمات ضمن المؤسسة من تحقيق مهامها واختصاصاتها، وتطويرها من خلال تحليل أعمالها والنتائج المحققة، كذلك الوقوف على مدى قدرة استغلال الموارد المتاحة، ومنها الموارد البشرية وحسن التصرف بالموارد المالية، كما يساعد المسؤولين لتحديد الاحتياجات اللازمة لرفع الأداء المؤسسي، وخلق بيئة جاذبة للمنافسة بين كافة التقسيمات، وتحقيق مستوى عالي من رضا المستفيدين نظير الخدمات المقدمة لهم، كل ذلك بحاجة إلى توفير المتطلبات الأساسية والمساندة ودعم الإدارة العليا للجهود المبذولة، والتخطيط السليم، ومتابعة التنفيذ، والتقييم المستمر لكافة المراحل العملية.