عادات تكنولوجية
أميرة بنت خلفان السعيدية
مع تطور العصر، وظهور عالم التكنولوجيا، وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي بين أغلب الناس صغارا كانوا أو كبار، أصبح كل شيء في حياتنا يغلب عليه الطابع التكنولوجي ولكن حينما تكون عاداتنا وقيمنا الأصيلة أيضا تكنولوجية هذا ما يستدعي منا الوقوف عليه ووضع خطوط طويلة وعريضة لعلها تصلح ما تكنلجه العصر .
فأبسط مثال على ذلك جلوسنا على مائدة الواتساب وتويتر وسنابشات والإنستجرام اكثر من جلوسنا على مائدة الطعام، وحوارنا مع بعضنا أصبح أقل من ذي قبل، فألسنتنا اصبحت صامتة في المجالس وفي تجمعاتنا الأسرية، وأعيننا أصبحت مشغولة بما يطرح في تلك المنصات، ونسينا انه لكل شيئا وقته ولا شيئ سوف يفوتنا ولن يطير إلى كوكب آخر، وأصبحت مشاعرنا الجياشة تترجم على هيئة صورة وعلى هيئة فيديو، فمن المعروف عن مجتمعنا العماني العادات الاصيلة التي ورثناها من اجدادنا وتربينا عليها: كزيارتنا للمريض والجار، وتبادلنا لتهاني بحضورنا للمناسبات والافراح، وتقديم واجب العزاء لمن فقد عزيز، فأصبحنا نعود مرضانا، ونبارك لبعضنا البعض، ونقدم واجب العزاء برسالة واتساب معتقدين بانها سوف تغنينا عن الذهاب والعناء في ظل إنشغالاتنا.
فمن واجبنا جميعا ان نعيد بعض النقاط للحروف، فلنواكب العصر ولكن لا نجعله يحل محل عاداتنا وقيمنا الأصيلة، فالمشاعر الحية اصدق من المشاعر التكنولوجية .