القيادة التربوية التشاركية
يوسف بن عبيد الكيومي.
مدرب القيادة الإدارية والقيادة التربوية.
ظهرت العديد من أنواع القيادات، من اتجاهات قيادية مختلفة، وتعد القيادة التشاركية أحدها والتي تعتبر من أحدث اتجاهات القيادة التربوية في الوقت الحاضر، وتُعرف القيادة التشاركية بأنها مشاركة المرؤوسين في صنع القرارات المرتبطة بالعمل، وتعتمد على تفويض القائد بعض سلطاته للعاملين معه بما يتناسب مع المسؤوليات الممنوحة لهم واللامركزية في القيادة، وتوفر نظام فعال للاتصالات واستشارة المرؤوسين واستثمار ما لديهم من قدرات إبداعية وابتكارية- (الحارثي،2018، 7).
ولوجود الشراكة الحقيقة بين جميع أعضاء الفريق التربوي، فإن هذا الأمر يساعد القائد التربوي على ممارسة درجة عالية من الثقة بالمرؤوسين، والذي لا يمكن حدوثه إلا من خلال مشاركة المرؤوسين في تحمل المسؤولية والعمل على تحقيق أهداف المؤسسة التربوية، بهدف إشراكهم في المسؤوليات الإدارية والفنية، وكذلك مساهمتهم في صنع واتخاذ القرارات بالمدرسة، والذي يعتبر من أهم استراتيجيات القيادة التربوية التي تساعد على أخذ المنظمة اتجاه معلوم من قبل جميع المنتمين وبشكل فاعل ومنظم.
وتعتبر القيادة التشاركية من أهم الأنماط القيادية التي يتمكن من خلالها المرؤوسين من أخذ مكانةً غير عادية بالمؤسسة التربوية حيث يحرص القائد التربوي على الأخذ بوجهات نظرهم، وتصوراتهم الحالية والمستقبلية للمدرسة، من خلال الاستفادة من علاقاتهم الداخلية والخارجية كمرؤوسين، مع الأخذ بجوانب حواراتهم الهادفة والبناءة، مما يضفي على المجتمع المدرسي شعور جميع المنتمين بالمسؤولية لتنمية روح الفريق الواحد من خلال التعاون المتبادل بينهم، وإعطاء فرص إظهار نماذج مفيدة ومتميزة من الإبداع والابتكار لدى بعض المرؤوسين، ليظهر الروح المعنوية المرتفعة لدى الجميع، لرفع مستوى الأداء، وزيادة الانتاجية بالمؤسسة.
وبمشاركة المرؤوسين تصبح القيادة التربوية التشاركية شورى وجماعية معاً تؤدي إلى وجود حلقة ملتفة حول القائد من قبل المرؤوسين؛ ليسهم في ارتفاع معدل الانتماء والولاء للقائد، ولهذا يعطي هذا النوع من القيادة معدل فاعلية أعلى للمؤسسة التربوية كمدرسة، نظراً للتأثير الكبير الذي أسهم به النمط القيادي التربوي وخاصة فيما يتعلق في تقدير أمور العمل المدرسي، وأيضاً الأشياء التي تلمس مصالحهم الشخصية ببيئة العمل، الجانب الذي يعطي أريحية كبيرة لتحقيق أهداف المؤسسة التربوية، مما يُسهل على القائد التربوي التشاركي مهمته ويجعلها أكثر فعالية في نفس الوقت.