2024
Adsense
مقالات صحفية

أيام شاهين

يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
محافظة جنوب الباطنة ولاية الرستاق
وادي بني هني.

لقد تعرضت بلادنا لأنواء مناخية على شكل إعصار يسمى (شاهين)، وقد أراد اللّه سبحانه وتعالى لنا أن تجتمع الأيدي العمانية ليجددوا العهد والولاء لبلادهم وسلطانهم المفدى، ولتتقارب القلوب بين المواطنيين شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً، وليجسدوا ملحمة وطنية وليهبوا هبة رجلً واحد.

شاهين جاء واختار أن يفرغ ما حمله في محافظتي جنوب وشمال الباطنة، وبحمد الله تعالى حدث ما حدث من الخسائر المادية والمعنوية، وفقدنا إخوة لنا في هذا الوطن الغالي ومن الذين يقيمون معنا، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة والجزاء الحسن، كما نسأل الله تعالى لأهلهم وذويهم الصبر والسلوان، فهذا عزاء وخسارة للوطن بأكمله.

فقد هب الشعب العماني مع حكومتهم وإخوانهم بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة والتموا كلحمة واحدة.،فكلٌ أتى بما يملك من نفسٍ ومال، وقد تنافس المتنافسون، وتبرعوا بمالهم وعرق جبينهم، من أفراد وشركات، فشكراً لهم لما قدموه لهذا الوطن ومواطنيه المتضررين من هذه الأنواء المناخية.

كما أن هناك فرقا وجماعات وأفراد أخذوا على عاتقهم تنظيف وإصلاح ما خلفه هذا الإعصار، فكل هب حسب استطاعته،مضحياً بوقته، فأتى إلى ميدان الوطن، وكلهم تشاركوا في هذا الميدان فترى الصغير والكبير الغني والفقير المواطن والمقيم، وكلهم قد أبلوا بلاءً حسناً.

وأكثر ما يريح النفس عندما نرى الأسرة المالكة تتحسس مطالب هذا الوطن، فقد نزلوا بأنفسهم أرض ذلك الميدان للاطلاع والطمأنينة فيما يجري في خضم الميدان، كما أن الحكومة الرشيدة هي الأخرى تثلج القلب، فنرى أصحاب المعالي وأصحاب السعادة ومدراء العموم ومن يشملهم هم الآخرون على أرض الميدان، هنا تشعر أن الوطن متلاحم ومتداخل معاً، لا فرق بين الحاكم والمحكوم.

كما أن قوات السلطان المسلحة بمختلف أفرعها ووحداتها تشرفت هي الأخرى بأن تكون لها بصمة وطن كعادتها، لم تتخلى عن هذا الواجب الوطني، فساهمت بجميع أفرادها ومعداتها، ونزلت أرض الميدان مرددة نحن للوطن فداء، نحن للوطن حصون محصنة، حظاكم ووهبكم الله تعالى قادة مخلصين يساندونكم بما فرض عليهم الواجب الوطني.

ولشرطة عمان السلطانية العين الساهرة التي لم تغمض لهم عين مواقف، فهم من جازفوا بأرواحهم ومعداتهم، فشهد لهم القاصي والداني بحركاتهم المتسارعة في ظلام الليل ووضح النهار، معاهدين أنفسهم بأن يكون لهم السبق في أرض الميدان.

وهناك الكثير من الأجهزة الأمنية تربعت في ميدان الواجب، فترى لهم أعينا تتطلع لتلك الواجبات، يطاولون شرف تلبية نداء الواجب رغم الظروف القاسية.

إن ما نشاهده من تلاحم في هذا الوطن شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً ما هي إلا إجابة لنداء قائدهم الراحل -رحمه الله-، فالمواطن لن ينساه أبداً، هذه هي المدرسة القابوسية تمتد جذورها إلى دنيا وسماء سيدي المعظم، قائد الوطن والمواطن هيثم بن طارق أسبغ الله عليه الصحة والعافية والعمر المديد.

فجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله تعالى- من أي مكروه، هو قائد تلك الطوابير التي نزلت أرض الميدان، فخطابه واجتماعه بحكومته الرشيدة وتوجيهاته السديدة يتفاخر بها الوطن والمواطن، فعينه لم تنمْ، والوطن مجروح، فهو يتداعى بآلام الوطن والمواطنين، سيدي ومولاي فالوطن بكم وبأسرتكم الكريمة الحاكمة، وبحكومتكم الرشيدة، وبرجال قواتكم المسلحة، وأجهزتكم الأمنية، وبموطنكم الكريم الوطن سيتعافى بإذن الله تعالى، وستعود الحياة مقرونة بالفرحة والسعادة لكم وللوطن والمواطن أينما كان، فالحمدلله حمد الشاكرين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights